
كتبت- مرثا مرجان
يظل التنافس هو أحد أسباب تميز الأعمال الدرامية، لكن بعد ظهور وسائط جديدة، تجاوز التنافس حدود الشاشات ليصل إلى ساحات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لا تقتصر المعركة على جودة النصوص أو براعة الاداء، بل تمتد إلى منصات التريند، لتصبح “قائمة الاكثر تداولًا” ميدانًا جديدًا للنجومية.
النجومية لم تعد تلفزيونية
تصدر مسلسل “فهد البطل” للفنان أحمد العوضى مشاهدات المنصات وتفاعل الجمهور، بفضل توليفة تجمع بين البطل الشعبى والصراع بين الخير والشر.
أما ياسمين عبد العزيز فى مسلسل “وتقابل حبيب”، خطفت الأضواء منذ حلقته الأولى، ورافق المسلسل موجة من التعليقات والنقاشات على السوشيال ميديا، بعضها حول الحبكة، وأخرى حول العلاقة الواقعية بين الأبطال ومع انتهاء الموسم الرمضاني زاد الصراع على تصدر التريند بين رفقاء الأمس ياسمين والعوضي.
في المقابل، عاد مصطفى شعبان بقوة من خلال “حكيم باشا”، وهو عمل يمزج بين الدراما الاجتماعيه معتمدًا على الخوص في صعيد المصر الذى يجذب الجمهور بعاداته وتقاليده فى كل مرة يقدم فيها لينافس المسلسل فى صراع تصدر التريند.
نجاح بلا ضجيج
في زمن تضج فيه الشاشات بالصراعات، واللهاث وراء التريند، جاءت بعض الأعمال الدرامية فى موسم رمضان 2025 لتثبت إن الهدوء احيانًا هو الطريق الأقوى إلى القلوب، من بين هذه الأعمال، برز مسلسلا “ولاد الشمس” و”لام شمسية” كنموذجين لحضور مختلف اعتمد على النجاح الفني الخالص بإشادة الجمهور والنقاد بعيدًا عن اللهث وراء التريند.
“ولاد الشمس”.. دفء التفاصيل
بإخراج بصري دافئ وحبكة إنسانية متقنة، نجح “ولاد الشمس” في بناء عالم خاص، بعيدًا عن الضجيج والمبالغة يحكى عن معاناة أبناء دور الرعاية من خلال شخصيات تشعر أنها حقيقة، بحوار وأداء بعيدان عن التصنع، نجح فى جذب قاعدة جماهيرية واسعة، لا تتحدث كثيرًا، لكنها تتابع.
“لام شمسيه”.. جرأة القضية
أما “لام شمسية”، فقد اختار طريقًا أكثر جرأة، معتمدًا على الإيحاء والتأمل، لا على الحبكات الصاخبة يسلط الضوء على قضية شائكة وهى التحرش بالأطفال، والعلاقات المتوارية فى الظل، نجح في خلق حوار داخلى مع جمهوره، ليصبح مرآة لما لا يُقال.
نجاح بلا “تريندات”
لم يعلن صناع هذان العملان تصدر قوائم الاكثر بحثًا، ولم يصنعا “ميمز” على السوشيال ميديا، لكنهما احتلا مساحات أعمق فى القلوب، وسيظلان فى الذاكرة بعد أن تواجدا فى موسم درامى كانت الغلبه فيه للضجيج. رفع “ولاد الشمس” و”لام شمسية” شعار لا حاجة للزحام، كي تصل.
حضور رغم الغياب
ظل اسما كريم عبد العزيز ومنى زكي ضمن قائمة الشخصيات الأكثر تداولًا، رغم غيابهما عن السباق الرمضاني هذا العام، من خلال مقارنات بأعمال سابقة، أو تساؤلات حول أسباب الغياب، مما يدل على أن البصمة الفنية لا تمحى بسهوله.
أما النجم محمد رمضان، فرغم تأكيده في أكثر من مناسبة غيابه المتعمد عن السباق، فإن اسمه ظل حاضرًا بقوة في النقاشات الفنية، وسط تفاعل جمهوره المعتاد.
من يصنع التريند؟
قد يُظن أن المشاهد وحده من يحدد التريند، لكن فى الحقيقة، تتداخل عوامل عدة من خطط التسويق، إلى إدارة السوشيال ميديا، مرورًا بـ”الفانز” الذين يشعلون الوسوم وينقلون المشاهد الساخنة إلى ساحة التفاعل الجماهيري.
الدراما بطعم النقرة
لم يعد المشاهد متلقي فقط، بل يشارك، يعلق، ينتقد، يستطيع النقاش عبر مئات المجموعات، ويملك فى الكثير من الاحيان تغيير ما هو معروض بمشاركه الجمهور الحقيقى غير المدفوع الأجر حيث تُقاس بالتريند وعدد التغريدات، وليس فقط نسب المشاهدة.
الختام ليس النهاية
حتى بعد عرض الحلقة الاخيرة، تستمر “حرب التريندات” من كسب قلوب الجمهور؟ من خذله؟ من ينتظر العودة؟ وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعى تعيد تشكيل خريطة النجومية نفسها، حيث السوشيال ميديا هي الحكم إلى جانب النقاد.