رؤساء تحرير المواقع الإلكترونية يطالبون بحقوق صحفييهم في النقابة.. وقانون القيد يثير الجدل

اجتمع رؤساء تحرير المواقع الإلكترونية لبحث أزمة قيد الصحفيين العاملين بالمؤسسات الإلكترونية، وسط مطالبات بوضع إطار قانوني أكثر شمولاً يعترف بدور الصحافة الرقمية ويمنح العاملين بها حقوقهم كاملة داخل النقابة، مطالبين بضرورة تعديل اللوائح القانونية لضمان حصولهم على عضوية المشتغلين بدلًا من المنتسبين.

حضور بارز ومطالب واضحة

شارك في الاجتماع نخبة من رؤساء تحرير المواقع الإلكترونية، بينهم:

• الكاتب الصحفي مجدي الجلاد (رئيس تحرير مجموعة أونا: مصراوي – يالا كورة – الكونسلتو).
• الكاتب الصحفي محمود المملوك (رئيس تحرير القاهرة 24 وكايرو لايف).
• الكاتب الصحفي محمد عبد الرحمن (رئيس تحرير إعلام دوت كوم).
• الكاتبة الصحفية شيماء جلال (رئيس تحرير موقع الرئيس نيوز).
• الكاتب الصحفي محسن سميكة (رئيس تحرير موقع الموقع).
• الكاتب الصحفي محمود سعد الدين (رئيس تحرير موقع بصراحة).
• الكاتب الصحفي أحمد رضوان (رئيس تحرير موقع حابي).
• الكاتب الصحفي محمد صبري (رئيس تحرير موقع الجمهور).
• الكاتب الصحفي محمد أبو عوض (رئيس تحرير موقع الحادثة).
• الكاتب الصحفي طارق شلتوت (رئيس تحرير موقع المطور).
• الكاتب الصحفي حازم عادل (رئيس تحرير موقع مصر تايمز).

تعديل قانون النقابة.. مطلب لا يحتمل التأجيل

أكد رؤساء تحرير المواقع الإلكترونية في بيانهم الأول، أن استمرار قيد الصحفيين الإلكترونيين ضمن جدول المنتسبين فقط هو أمر غير كافٍ، ولا يضمن لهم حقوقهم المهنية، مطالبين بضرورة إدراجهم ضمن جدول المشتغلين وفق معايير مهنية صارمة يتم الاتفاق عليها.

كما شددوا على أهمية تعديل قانون نقابة الصحفيين، بحيث يعترف بالمؤسسات الصحفية الإلكترونية ككيانات معتمدة، ويضع ضوابط واضحة لتنظيم قيد العاملين بها، بدلًا من تركهم بلا غطاء قانوني.

خطوات عملية وخريطة طريق للتحرك القادم

وضع المشاركون في الاجتماع خريطة عمل للفترة المقبلة، تضمنت:

• مناقشة آليات إدراج المواقع الإلكترونية رسمياً في نقابة الصحفيين.
• التواصل مع المرشحين في انتخابات التجديد النصفي للنقابة، لحشد الدعم لقضية الصحفيين الإلكترونيين.
• دعوة أعضاء مجلس النقابة وأعضاء الجمعية العمومية للتضامن مع زملائهم بالمواقع الإلكترونية والمطالبة بحقوقهم المشروعة.

تأسيس رابطة للصحفيين الإلكترونيين داخل النقابة

وجاء في البيان الأول الصادر عن رؤوساء تحرير المواقع الإلكترونية، بالعمل على تأسيس رابطة للصحفيين الإلكترونيين تحت مظلة النقابة، بحيث تضم الصحفيين العاملين بالمواقع الإلكترونية الحاصلين على العضوية النقابية، بهدف توحيد الجهود والعمل على تحقيق مطالبهم.

واتفق رؤساء تحرير المواقع الإلكترونية على عقد اجتماع ثانٍ بعد إجازة عيد الفطر، بمقر نقابة الصحفيين، على أن يضم عدداً أكبر من رؤساء تحرير المواقع الإلكترونية الحاصلة على ترخيص المجلس الأعلى للإعلام، لضمان أوسع مشاركة ممكنة.

آراء الجمعية العمومية.. بين مؤيد ومعارض

أثار الاجتماع ردود فعل متباينة بين أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، حيث انقسم الأعضاء بين مؤيد ومعارض لهذه المطالب.

وفي تصريح خاص لـ «اليوم» يقول الكاتب الصحفي مصطفى صابر، عضو الجمعية العمومية :” الصحافة الرقمية أصبحت جزءًا رئيسياً من المشهد الإعلامي، ولا يمكن تجاهل دور الصحفيين العاملين بها”، ويؤكد أن قيد الصحفيين الإلكترونيين ضمن جداول النقابة هو خطوة ضرورية للحفاظ على حقوقهم المهنية والاجتماعية، لمنحهم الحماية النقابية اللازمة.

وأضاف:”قانون نقابة الصحفيين الحالي يفرض على الصحفي طالب القيد بجدول تحت التمرين أن يكون معيناً في صحيفة ورقية معتمدة من المجلس الأعلى للإعلام، مما يحول دون تسجيل العديد من الصحفيين العاملين في المواقع الإلكترونية داخل النقابة، ويجعلهم تحت طائلة القانون، كما أن المادة 65 من قانون النقابة تشترط أن يكون الصحفي معيناً في صحيفة ورقية ويمتلك أرشيفاً صحفياً، وهذا يضع قيوداً على العاملين في المهنة الذين يمارسون الصحافة منذ سنوات طويلة دون تعيين رسمي في أي مؤسسة، مما يعرضهم لمشاكل قانونية”.

في حين يعترض بعض أعضاء الجمعية العمومية على جروبات الصحفيين عبر منصة الفيس بوك على فكرة قيد الصحفيين الإلكترونيين ضمن جدول المشتغلين، معتبر أن المواقع الإلكترونية لا تخضع لنفس المعايير التحريرية والتدقيقية، التي تنطبق على الصحافة الورقية، وأن هذا التوسع في القيد قد يؤدي إلى إضعاف مكانة النقابة، كما يطالب بوضع ضوابط أكثر صرامة قبل اعتماد هذه الخطوة.

رأي المتدربين بالمواقع الصحفية

الصحفيون المتدربون بالمواقع الإلكترونية عبروا عن قلقهم من استمرار هذه الأزمة، فتقول أسماء عبد الحميد، متدربة صحفية بأحد المواقع الإلكترونية: أشعر بعدم وجود مستقبل واضح، خاصة في ظل عدم الاعتراف الكامل بعملي، وهو ما يجعلني عُرضة لظروف عمل غير مستقرة، ويفتح الباب أمام استغلالي المهني.

الصحافة الرقمية واقع لا يمكن إنكاره

في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، لم يعد من المقبول أن تظل الصحافة الإلكترونية في منطقة رمادية داخل النقابة، فإما أن يتم الاعتراف الكامل بها، أو أن تظل أزمة القيد عقبة مستمرة تهدد مستقبل الصحافة نفسها، الكرة الآن في ملعب النقابة، فهل تستجيب لمطالب التغيير أم تستمر الأزمة بلا حلول جذرية؟