
عقب ساعات قليلة من توقيع اتفاق وقف إطلاق نار بين الهند وباكستان، نقلت وكالات أنباء أجنبية اليوم- السبت- تصريح لمسؤول هندي لم تسمه: بأن باكستان خرقت الاتفاق، حيث هاجمت مجموعة من الطائرات المسيرة بلدة في جامو الواقعة في الشطر الهندي من كشمير، وقد أكد رئيس وزرائه سماع دوي انفجارات في أنحاء سريناجار، وصرح وزير التعليم في كشمير الباكستانية: باستمرار المناوشات على طول الحدود مع الهند.
الاتفاق
في انقلاب على تصريحات باكستان بالأمس، اعلن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” اليوم موافقة الهند وباكستان على وقف إطلاق النار والتصعيد العسكري بشكل فوري، معربا عن سعادته بالتوصل للاتفاق، ومهنئا الطرفين على ما وصفه “باستخدام المنطق السليم والذكاء العالي”، كما أعرب وزير خارجيته “ماركو روبيو” عن سعادته بالاتفاق.
وكان وزير الخارجية الباكستاني “محمد إسحق دار” أول من أعلن اتفاق بلاده مع الهند على وقف إطلاق نار فوري، وإنهاء التصعيد العسكري بين البلدين، مؤكدا سعي بلاده المستمر لتحقيق السلام والأمن في المنطقة الأسيوية، على ألا يمس ذلك سيادتها وسلامة أراضيها.
وشدد “دار” في تصريحاته على أن الاتفاق تفاهم كامل لوقف إطلاق النار الشامل بين بلاده وجارتها الحدودية، وليس مجرد اتفاق جزئي. وذلك عقب ساعات من تصاعد التوتر والتصعيد العسكري بين البلدين وإطلاق باكستان لعملية “البنيان المرصوص” التي كانت ذروة التصعيد ضد الهند، قبل أن تعلن استعدادها لإنهاء الموقف المتأزم حال التزمت الهند بذلك.
وفي توضيحها لموقفها في الاتفاق أكدت وزارة الدفاع الهندية في بيان لها، أن الاتفاق يقضي بوقف كافة العمليات العسكرية برا وجوا وبحرا، كما أعاد “سوبراهمانيام جايشانكار”- وزير الخارجية الهندي- التأكيد على موقف بلاده الثابت بالوقوف ضد الإرهاب بكافة أشكاله ومظاهرة دون تهاون.
ملابسات الاتفاق
التوصل لاتفاق عقب تصعيد العمليات العسكرية والخطايا السياسية لم يبد بالأمر السهل، بيد أن “روبيو” أكد تواصله و “جيه دي فانس” نائب الرئيس الأمريكي على مدار 48 ساعة مع كبار مسؤولي الهند وباكستان من أجل إبرام الاتفاق.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن الهند: إن المحادثات المباشرة بين البلدين هي ما أفضت للاتفاق، حيث بدأ مدير العمليات العسكرية الباكستانية اتصالا مع الهند ومن خلاله تم التفاهم، وأنه لا توجد أي قرارات بإجراء محادثات هول أي قضايا أخرى عالقة بين البلدين في أي مكان آخر.
وكان من المفترض أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ في الخامسة مساء بتوقيت البلدين- حسب الخارجية الهندية، ووفقا “لدار”، تدخلت في الجهود الدبلوماسية والمساعي التي أدت إلى التوصل إليه نحو 30 دولة من بينها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وحسب وكالات أنباء أجنبية أكدت الحكومة الهندية أن تعليق اتفاقية مياه نهر السند مع باكستان مازال ساريا، ولم تدخل ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، وكشفت الخارجية الهندية عن أنه من المزمع أن يجري قائدا العمليات العسكرية الباكستاني والهندي في 12 من مايو الجاري، وأكد “روبيو” أن البلدين سيدخلان في مباحث قريبة حول عدة قضايا عالقة بينهما.
استعادة الهدوء
كانت هيئة المطارات الباكستانية قد أعلنت فتح مجالات البلاد الجوية في البلاد بالكامل، عقب وقف إطلاق النار بين بلاده، بعد أن كانت قد توقفت منذ بدء التصعيد، كما أعلنت الخارجية الباكستانية “تفعيل القنوات العسكرية والخطوط الساخنة بين البلدين”.
الموقف الصيني
الجارة الكبرى للبلدين الصين كان لها موقفها الواضح في دعم باكستان، حيث أجرى “دار” اتصالا مع نظير الصيني “وانج يي”، أكد فيه الأخير دعم بكين لباكستان “في الحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها”.
الموقف الأمريكي
ظهرت الولايات المتحدة الأمريكية اليوم باعتبارها الراعي للاتفاق، حيث أعلن عنه الرئيس الأمريكي وأكدت ذلك تصريحات رجال حكومته، لكن وسائل إعلام أمريكية نقلت أنباء عن وقوف “ترامب” وراء الاتفاق لخشيته استخدام الجارتان النوويتان لأسلحتهما النووية، كما أعربت نائبة ووزير خارجيته عن أن الولايات المتحدة لا تريد اندلاع حرب هندية باكستانية تضر بالعلاقات معها.
ولعل تلك المصالح وراء تصريح المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية “لنيوز نيشن”: بأن بلادها تتطلع إلى “استمرار وقف إطلاق النار” بين الجارتين النوويتين.