أخبار

الشيخ خالد الجندي: الخيرية مطلقة للأمة الإسلامية والأفضلية لبني إسرائيل مؤقتة

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال ظهوره في برنامج “لعلهم يفقهون” على قناة “DMC”، الفارق الجوهري بين مفهومي “الخيرية” و”الأفضلية” في القرآن الكريم موضحًا أن الخيرية التي وُصفت بها الأمة الإسلامية مطلقة ودائمة، بينما الأفضلية التي نُسبت إلى بني إسرائيل نسبية ومؤقتة.

الخيرية للأمة الإسلامية.. مطلقة وغير مشروطة

تطرق الشيخ خالد الجندي إلى تفسير قوله تعالى: “كنتم خير أمة أخرجت للناس” موضحًا أن هذه الخيرية جاءت بصيغة التفضيل، ولكنها ليست على وزن “أفعل”، وهو ما يعني أن الأمة الإسلامية متميزة عن غيرها من الأمم بشكل مطلق، وليس وفقًا لظروف محددة أو حقبة زمنية معينة.

وأضاف أن هذه الخيرية لا تُمنح تلقائيًا، بل ترتبط بمدى التزام الأمة بالقيم والمبادئ الإسلامية، مشددًا على أن المسلمين لا بد أن يكونوا على مستوى هذه المكانة من خلال التمسك بالتعاليم والشرائع التي تجعلهم أهلاً لهذا التفضيل الإلهي.

الأفضلية لبني إسرائيل.. محددة بزمان ومكان

على الجانب الآخر، تناول الشيخ الجندي تفسير قوله تعالى: “وإني فضلتكم على العالمين”، مشيرًا إلى أن الأفضلية التي اختُص بها بني إسرائيل ليست مطلقة، بل كانت ضمن ظروف تاريخية وزمنية محددة.

وأوضح أن هذه الأفضلية تعني أنهم كانوا أفضل الأمم آنذاك، ولكنها لم تستمر عبر العصور، بل كانت مشروطة بطاعتهم لله واتباعهم لتعاليمه، وهو ما تغير بعد ذلك بسبب انحرافاتهم عن الحق والشرائع الإلهية.

الأفضلية مفهوم نسبي وليس مطلقًا

لتوضيح الفرق بين المفهومين، ضرب الشيخ خالد الجندي عددًا من الأمثلة، مبينًا أن “الأفضلية” دائمًا ما تكون نسبية، وتختلف باختلاف المجال والمعيار المستخدم في التقييم.

على سبيل المثال، قال الجندي:

“الحديد أفضل من الخشب في الصلابة، ولكنه ليس كذلك في الكتابة.”

“الحلوى أفضل من الجبن في الطعم، إلا إذا فسدت، حينها تفقد هذه الأفضلية.”

وبناءً على ذلك، أشار إلى أن قول الله تعالى: “الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض” لا يعني تفوق الرجل على المرأة بشكل مطلق، وإنما يحدد التفضيل بناءً على دور كل منهما في الحياة.
فإذا قامت المرأة بدورها كانت الأفضل، وإذا قام الرجل بدوره كان الأفضل، مما يدل على نسبية الأفضلية وعدم إطلاقها على جنس بعينه.

دعوة إلى الأمة الإسلامية للحفاظ على مكانتها

وفي ختام حديثه، شدد الشيخ خالد الجندي على أن الأمة الإسلامية يجب أن تعي معنى كونها “خير أمة”، وأن تعمل على تحقيق هذه المكانة من خلال الالتزام بالقيم والشرائع الإسلامية، وليس فقط الاكتفاء بذكر النصوص دون تطبيقها في الواقع.

وأوضح أن المسلمين لا بد أن يكونوا نموذجًا للرقي الأخلاقي والاجتماعي والعلمي حتى يبرهنوا على استحقاقهم لهذه الخيرية، لأن المكانة لا تُمنح بالأسماء فقط، بل تُكتسب بالسلوك والعمل الصالح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights