رياضة

أيمن الرمادي وأساطير الزمالك.. رحلة تدريبية بين الماضي والحاضر

في فصل جديد من تاريخ نادي الزمالك العريق، جاء الإعلان عن تعيين أيمن الرمادي مديرًا فنيًا للفريق الأول لكرة القدم، بمثابة أمل للجماهير التي تحمل على عاتقها هموم وأزمات القلعة البيضاء حتى يبعث من جديد الروح في فريق يبحث عن استعادة تألقه المحلي والقاري، الذي جاء بعد رحيل المدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو.

من حلم الطفولة إلى واقع التدريب


لم يكن أيمن الرمادي مجرد مدرب عادي، بل هو قصة كفاح طويلة بدأها في سن مبكرة، وُلد في الأول من مارس عام 1965، وتربى في وسط رياضي جعل كرة القدم جزءًا من حياته، حيث انطلق مشواره الكروي كلاعب في نادي الشرقية للدخان، حيث تميز بالقتالية وحب التحدي، لكن الحياة كانت تحمل له مفاجآت لم تكن في الحسبان، ففي عام 1994، تعرض الرمادي لإصابة في الرباط الصليبي، أنهت مسيرته الكروية مبكرًا.


لكن الرمادي، الذي لم يعرف الاستسلام، حوّل هذه المحنة إلى فرصة جديدة ليبدأ مشوارًا في عالم التدريب، قرر أن يستفيد من تجاربه الماضية ويصقل معرفته، وبدأ في تدريب فرق الشباب في ناديه السابق، كانت تلك البداية الصغيرة، لكنها كانت بداية رحلة كبيرة في عالم التدريب.

من الإمارات إلى إنجازات تاريخية


بعد سنوات من العمل في مصر، قرر الرمادي البحث عن تحديات جديدة خارج حدود بلاده، فانتقل إلى الإمارات في عام 1999، وهناك، واصل صعوده، مدربًا لأندية عدة، أبرزها الشارقة، واتحاد كلباء، وعجمان، وكانت لحظة تاريخية في مسيرته عندما قاد نادي دبي لصعود تاريخي إلى دوري المحترفين لأول مرة، ولكن ذلك لم يكن سوى بداية فصله الأكبر في عالم التدريب، حيث قام بتحقيق نتائج إيجابية مع مختلف الأندية التي تولى قيادتها، ما أكسبه سمعة قوية في الوسط الرياضي الإماراتي.


على الرغم من نجاحاته العديدة في الملعب، لم يتوقف الرمادي عن السعي لتطوير نفسه أكاديميًا، فحصل على شهادة “UEFA Pro”، وهي من أعلى الشهادات التدريبية في العالم، ليجمع بين العلم والخبرة، هذه الشهادة جعلته أكثر قدرة على تقديم أفكار حديثة وأساليب تدريبية مبتكرة كانت لها نتائج إيجابية أينما حل.

عودة الرمادي إلى مصر


عاد الرمادي إلى مصر بعد سنوات من العمل بالخارج، وانطلق مع فريق أسوان ليحقق مفاجأة كبيرة بالفوز على الزمالك في موسم 2022-2023، وكانت تلك المباراة بمثابة رسالة قوية للجميع حول قدراته التدريبية، بعدها جاء التحدي الأكبر مع نادي سيراميكا كليوباترا، حيث تمكن من قيادة الفريق للتتويج بكأس الرابطة المصرية لأول مرة في تاريخه، ما جعله محط الأنظار في الوسط الرياضي المصري.


لم يكن الرمادي ليخلو من التحديات، فقد جاء إلى نادي الزمالك الذي ارتبط اسمه بعدد من الأساطير في تاريخ كرة القدم المصرية، من محمود الجوهري الذي قاد الزمالك لتحقيق دوري أبطال إفريقيا في 1993، إلى حسن شحاتة الذي قاد الفريق للعديد من البطولات المحلية وأهدى الجماهير لقب الدوري موسم 2003-2004، وأعاد للأذهان أسطورة “المعلم” في الملاعب، مرورًا بفاروق جعفر الذي أدار الفريق في ظروف استثنائية واستطاع حصد بطولات مهمة، وكذلك حسام حسن، الذي أعاد الروح للفريق رغم عدم تتويجه بالبطولات الكبرى خلال فترته التدريبية. اليوم، يقف الرمادي في هذا الصف الطويل من العمالقة، ويحلم بأن يُخلِّد اسمه بينهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى