أعلنت الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف عن موعد انعقاد الاختبارات التحريرية للمتقدمين للانضمام إلى لجنة مراجعة المصحف الشريف، والمقرر عقدها يومي 8 و9 أبريل المقبل، بمقر مركز الأزهر للمؤتمرات في مدينة نصر، على أن تبدأ الاختبارات في تمام الساعة العاشرة صباحًا.
ومن المقرر أن يُخصص اليوم الأول لاختبار المتقدمين في القرآن الكريم برواياته المختلفة، فيما سيكون اليوم الثاني مخصصًا لاختبار المتقدمين في علوم القراءات وأحكامها، وذلك وفقًا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذي شدد على ضرورة دعم اللجنة بخبرات جديدة لتعزيز دورها في الحفاظ على النص القرآني.
لجنة مراجعة المصحف.. دور ريادي في خدمة النص القرآني
تعتبر لجنة مراجعة المصحف الشريف بمجمع البحوث الإسلامية واحدة من أعرق اللجان المتخصصة في مراجعة المصاحف على مستوى العالمين العربي والإسلامي.
وتقوم اللجنة بدور محوري في الإشراف على مراجعة المصاحف التي تُعرض عليها، والتأكد من مطابقتها لقواعد الضبط والرسم العثماني، وكذلك التحقق من التزامها بالأحكام التجويدية والقراءات المتواترة.
ويشترط في عضوية اللجنة أن يكون المتقدم ملمًا بعلوم القرآن الكريم، وخاصة علم القراءات، حيث تتطلب عملية مراجعة المصحف مهارات علمية متقدمة ومعرفة دقيقة بتفاصيل رسم المصحف وضوابطه، إلى جانب الإلمام بالمناهج المختلفة في ضبط المصاحف المطبوعة.
مهام اللجنة وضوابط مراجعة المصحف
تتولى لجنة مراجعة المصحف الشريف مسؤولية الإشراف الدقيق على جميع المصاحف التي تُعرض عليها، حيث تقوم بفحص النص القرآني والتأكد من خلوه من أي أخطاء، سواء في الرسم العثماني أو في التشكيل أو في علامات الوقف وبعد عملية المراجعة، تصدر اللجنة التصاريح الرسمية التي تتيح طباعة المصحف وتوزيعه، مما يضمن الحفاظ على سلامة النص القرآني من أي تحريف أو تصحيف.
وتأتي هذه الإجراءات في إطار جهود الأزهر الشريف للحفاظ على القرآن الكريم، وضمان وصول المصاحف إلى المسلمين حول العالم بدقة تامة وفقًا للضوابط الشرعية والعلمية التي أقرها العلماء المتخصصون في علوم القرآن.
دعم الأزهر لعمل اللجنة وتعزيز دورها
يولي الأزهر الشريف اهتمامًا خاصًا بلجنة مراجعة المصحف، نظرًا لدورها الحيوي في صيانة النص القرآني، وهو ما دفع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب إلى التأكيد على أهمية دعم اللجنة بكفاءات جديدة، لضمان استمرارها في أداء رسالتها بمهنية عالية ودقة علمية.
وتُعد هذه الاختبارات خطوة أساسية لاختيار أعضاء جدد يمتلكون الكفاءة المطلوبة، للمساهمة في أداء هذه المهمة الجليلة، التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالحفاظ على قدسية النص القرآني وحمايته من أي أخطاء أو تحريفات.
ومن المنتظر أن تشهد الاختبارات منافسة قوية بين المتقدمين، نظرًا لمكانة اللجنة وأهميتها، حيث يتطلع العلماء والمتخصصون في علوم القرآن إلى نيل شرف الانضمام إلى هذا الفريق المتميز، الذي يضطلع بمسؤولية مراجعة المصحف الشريف وإجازة تداوله وفقًا للمعايير الدقيقة التي أقرها الأزهر الشريف.
