فضل أذكار الصباح والمساء في لقاء مع الشيخ مظهر الأزهري
كيف تؤثر أذكار الصباح والمساء على حياتك اليومية؟

في عالم يموج بالضغوط اليومية وتعقيدات الحياة، يبحث الإنسان عن لحظات من السكينة تعينه على مواجهة أعبائه، وتعيد إلى نفسه التوازن والطمأنينة. ولطالما كانت أذكار الصباح والمساء ملاذًا روحيًا يحمي القلوب من القلق، ويملأ النفوس بالسكينة والإيمان.
الأذكار: عبادة يومية تحمل البركة
تشكل أذكار الصباح والمساء عبادة بسيطة في ظاهرها، لكنها عظيمة في أجرها وفضلها. فقد أوصى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالمواظبة عليها، لما لها من تأثير كبير على حياة المسلم في الدنيا والآخرة. يقول الله تعالى: “فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون” [البقرة: 152]، مما يعكس عظيم مكانة الذكر في الإسلام.
تتضمن الأذكار أدعية مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثل:
“بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم”، ثلاث مرات، لتحصين النفس من الشرور والمخاطر.
“اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير”، كذكر يذكّر المسلم برحمة الله وقدرته.
“أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق”، ثلاث مرات في المساء، لتحصين النفس والأسرة من أي أذى.
أهمية أذكار الصباح والمساء في حياة المسلم
تمثل الأذكار جسرًا يوميًا يصل بين العبد وخالقه، وتجلب الكثير من الفوائد، منها:
1. الطمأنينة النفسية: المواظبة على الأذكار تجعل القلب مطمئنًا بذكر الله، كما قال تعالى: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب” [الرعد: 28].
2. الحماية من الشرور: الأذكار حصن يحفظ المسلم من الشرور والمكائد، سواء كانت ظاهرة أو خفية.
3. زيادة الإيمان: الذكر يعزز الإيمان بالله ويجعل المسلم يشعر بقربه الدائم من الله.
4. تقوية الإرادة: تكرار الأذكار يمنح الإنسان القوة لمواجهة تحديات يومه بإيجابية وتفاؤل.
فضل المواظبة على الأذكار
تحدث العلماء كثيرًا عن فضل أذكار الصباح والمساء، واستشهدوا بما ورد في السنة النبوية من أحاديث تبين عظيم الأجر لمن يحافظ عليها. فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتب له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي” (رواه البخاري).
كما أن المداومة على هذه الأذكار تفتح أبواب الرزق والخير، وتزيد من بركة الوقت والعمل، وتُضفي على حياة المسلم معاني الرضا والتفاؤل.

الشيخ مظهر يوسف: أهمية الأذكار في بناء حياة مطمئنة
أكد الشيخ مظهر يوسف أبو رمضان، العالم الأزهري والمحفظ للقرآن الكريم، والقارئ بالقراءات العشر المتواترة، على عظيم فضل أذكار الصباح والمساء في حياة المسلم، موضحًا أن الذكر هو غذاء الروح الذي يربط العبد بخالقه ويجعل حياته عامرة بالسكينة والطمأنينة.
وفي تعليقه على الموضوع، قال الشيخ: “أذكار الصباح والمساء ليست مجرد كلمات تتردد على الألسنة، بل هي عبادة توقظ القلب من غفلته وتجعله في معية الله طوال اليوم. إنها حماية ربانية تمنع الشرور وتجلب البركات. فمن قال: ‘بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم’ ثلاث مرات في الصباح والمساء، كان في حصن منيع من كل أذى.”
وأشار الشيخ مظهر إلى أن المواظبة على هذه الأذكار هي بمثابة تجديد يومي للعهد مع الله، وفرصة لتعزيز الإيمان والثقة به سبحانه. وأضاف: “المسلم الذي يبدأ يومه بالذكر، يجد بركة في وقته وراحة في قلبه، ويكون أكثر قدرة على مواجهة تحديات الحياة بروح إيجابية”.
ودعا الشيخ مظهر المسلمين إلى جعل الأذكار عادة يومية ملازمة، تُردد في أي وقت ومكان، مشددًا على أهمية تعليمها للأطفال منذ الصغر، ليشبوا على محبة الله والارتباط به. واختتم بقوله: “الذكر هو باب من أبواب القرب من الله، ومن أعظم أسباب السعادة والاطمئنان. فاجعلوا ألسنتكم عامرة بذكر الله دائمًا”.
دعوة للتطبيق العملي
إن أذكار الصباح والمساء لا تحتاج إلى وقت طويل أو جهد كبير، بل هي دقائق معدودة تمنحك حماية ربانية وبركة تغمر يومك. يمكن لكل فرد أن يجعلها جزءًا من روتينه اليومي، سواء أثناء قيادة السيارة، أو في طريقه إلى العمل، أو حتى قبل النوم.
رسالة ختامية
إن المواظبة على أذكار الصباح والمساء هي إحدى الطرق التي تُقرب العبد من الله وتجعله يعيش في معيته. إنها ليست مجرد كلمات تُردد، بل هي عبادة تحمل في طياتها معاني عميقة من الشكر والتسليم والثقة بالله. فلنجعلها جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، ولنحرص على تعليمها لأبنائنا كي تكون درعهم الواقي في حياتهم.