اللواء عبدالواحد لـ اليوم: هجوم الحوثي يفضح الدفاعات الإسرائيلية

قال اللواء محمد عبد الواحد، الخبير في العلاقات الدولية وشؤون الأمن القومي، إن الهجوم الأخير الذي شنّه الحوثيون في اليمن على وسط تل أبيب يمثل تطورًا نوعيًا في العمليات العسكرية.
وأوضح اللواء عبد الواحد لـ “اليوم”، أن استخدام صواريخ باليستية، حسبما أعلن الحوثيون، يعكس قدراتهم المتنامية على التحايل على أنظمة الدفاع الإسرائيلية المتطورة مثل “القبة الحديدية”.
وأدى سقوط الصاروخ إلى إصابة 30 إسرائيليًا بجروح طفيفة، معظمهم نتيجة تطاير شظايا زجاج النوافذ التي تحطمت في المباني المجاورة بفعل قوة الانفجار.
وأضاف اللواء أن هذه الصواريخ تظهر قدرات تقنية جديدة مثل التشويش على الرادارات الإسرائيلية وإصابة الأهداف بدقة. مشيرًا إلى أن هذه التقنيات سبق أن شوهدت في هجمات صاروخية نفذتها جماعات أخرى مثل حزب الله، مما يعكس وجود دعم وتنسيق تقني إقليمي.
إزعاج لإسرائيل
وأكد اللواء محمد عبدالواحد أن الضربات الحوثية رغم محدودية أضرارها المادية، تشكل إزعاجًا كبيرًا داخل إسرائيل، حيث تصيب الروح المعنوية وتحدث تأثيرًا نفسيًا واجتماعيًا ملموسًا.
ولفت إلى أن الحكومة الإسرائيلية عادة ما تقلل من حجم الأضرار الحقيقية التي تتسبب فيها هذه الهجمات، لكن الصور المسربة من قلب تل أبيب تكشف عن حجم التأثير الذي تحاول السلطات الإسرائيلية احتواءه إعلاميًا.
تحديات جديدة
وتسببت الضربة الأخيرة في دوي صافرات الإنذار في منطقة “يافا” ودفع السكان إلى الملاجئ، مما يعكس حجم الإرباك الناجم عن الهجوم. وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تداول صور تظهر أضرارًا مادية وحالة من الهلع، ما وضع الجيش الإسرائيلي في موقف محرج أمام المواطنين وأجبره على تقديم رواية جزئية عن حجم الخسائر.
وبحسب اللواء عبد الواحد، فإن استهداف منطقة “يافا” يحمل أهمية رمزية واستراتيجية، حيث يعكس قدرة الحوثيين على استهداف العمق الإسرائيلي. كما يعكس هذا التصعيد فشل الدفاعات الإسرائيلية في اعتراض صواريخ فرط صوتية، وهي تحدٍ جديد أمام القدرات الدفاعية لإسرائيل.
البعد الإقليمي
ويضيف الخبير الأمني أن الهجوم أكد على وجود تنسيق متزايد بين جماعات المقاومة الإقليمية، ويأتي في وقت تصاعدت فيه العمليات العسكرية ضد إسرائيل، خاصة في قطاع غزة، وهذا التداخل في الهجمات يعكس استراتيجية إقليمية موحدة لتوسيع مسرح العمليات ضد إسرائيل.

يحيى سريع
في ختام هذا التصعيد النوعي، أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة أنصار الله، يحيى سريع، عن تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت قلب تل أبيب، حيث صرح بأن القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية أطلقت صاروخًا باليستيًا فرط صوتي من نوع “فلسطين 2″ باتجاه هدف عسكري في منطقة يافا المحتلة.
وأكد سريع في بيانه أن الصاروخ أصاب هدفه بدقة ولم تنجح الدفاعات الإسرائيلية والمنظومات الاعتراضية في التصدي له. وشدد على أن هذه الضربة تأتي في إطار التصعيد المستمر الذي تقوده الجماعة بالتنسيق مع قوى المقاومة في المنطقة.
وقال سريع:”بهذه العملية النوعية، تحيي القوات المسلحة اليمنية كافة أبناء شعبنا اليمني العظيم الذين خرجوا إلى الساحات والميادين مؤكدين على المواجهة والتحدي للعدو الإسرائيلي المجرم. وتحيي كذلك المجاهدين في قطاع غزة وعملياتهم البطولية المستمرة ضد العدو الإسرائيلي، وتؤكد أنها وبعون الله تعالى مستمرة في إسنادهم حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.”