تقارير-و-تحقيقات

لماذا انسحب الشاذلي من أول اجتماعات مجلس الصحفيين؟

في مشهد يعكس توتراً مبكراً داخل أروقة مجلس نقابة الصحفيين الجديد، أعلن عضو مجلس نقابة الصحفيين محمد السيد الشاذلي، انسحابه من اجتماع تشكيل هيئة المكتب واللجان، بسبب ما وصفه بـ”حسم مسبق” للجان دون حوار أو توافق، مما أثار جدلًا واسعاً داخل الجماعة الصحفية، ودفع عدداً من الأعضاء لإبداء مواقف متباينة من الواقعة.

بداية الأزمة..”اللجان مشغولة مسبقًا”

منشور عضو المجلس، محمد الشاذلي عبر صفحته على الفيس بوك

خلال الاجتماع الذي دعا إليه نقيب الصحفيين خالد البلشي لتشكيل اللجان وهيئة المكتب، فوجئ الشاذلي – حسب بيانه – بأن بعض اللجان المهمة قد حُسمت بشكل مسبق دون فتح باب النقاش أو الترشيح التنافسي، واعتبر أن الأصل هو إعادة تشكيل كل اللجان بعد كل استحقاق انتخابي، مع مراعاة مبدأ التوازن والتوافق داخل المجلس.

وأضاف الشاذلي: “دعوت إلى تغليب التوافق، وعدم استخدام الصوت المرجّح إلا عند الضرورة، لكن ما حدث كان عكس ذلك تماماً، ولذلك انسحبت بشكل شخصي من الاجتماع، وتصادف انسحاب عدد من الزملاء”، وأكد الشاذلي أن موقفه لا يعكس اصطفافاً مع تكتل أو جبهة، بل هو احترام لثقة الجمعية العمومية ورفض للاستئثار أو التكتلات.

محمود كامل يرد

محمود كامل، عضو مجلس النقابة، عبر صفحته على الفيس بوك

على الجانب الآخر، نشر الصحفي محمود كامل، عضو المجلس، رواية مغايرة للأحداث، كاشفاً عن أن الزملاء المنسحبين طالبوا بثلاثة مناصب من أصل أربعة في هيئة المكتب – وهو ما اعتبره طرحاً غير متوازن.

وأوضح كامل، أن النقيب دعا إلى التوافق أولًا، ثم إلى التصويت كحل ديمقراطي في حال استمرار الخلاف، إلا أن خمسة من الأعضاء – بينهم الشاذلي – رفضوا هذا المسار، وأصروا على مطالبهم قبل أن ينسحبوا.

وأشار كامل إلى أن المجلس – رغم استمرار النصاب القانوني – قرر تأجيل حسم التشكيل إلى يوم الإثنين 26 مايو، نزولًا على رغبة المنسحبين وحرصاً على عدم الانفراد بالقرار.

ردود فعل الجماعة الصحفية.. بين التحية والنقد

أثارت الواقعة ردود فعل واسعة عبر جروبات  الجماعة الصحفية، حيث كتب الصحفي رضا كمال موجهاً تحية لمحمد السيد الشاذلي، معتبراً موقفه شجاعًا وشفافًا، فيما دعا علي إبراهيم إلى أن يقدم كل عضو رؤية واضحة بشأن اللجنة التي يطمح إليها، بدلاً من الانسحابات والاصطفافات، داعياً لتحويل المنافسة إلى “مباراة في خدمة الجميع”.

أما الصحفي محمد الريان فعبّر عن ارتباكه إزاء الروايات المتضاربة، متسائلًا: “من نصدّق؟”، بينما كتب ناصر فايد: “اللي عايز يخدم، هايخدم في أي مكان.. بلاش انسحابات ومفيش لجنة باسم حد معين”.

المشهد داخل نقابة الصحفيين بين توافق مفقود وتحديات مقبلة

تكشف الأزمة عن تحديات عميقة داخل مجلس نقابة الصحفيين الجديد، تتمحور حول آلية تشكيل اللجان، وتعامل الأعضاء مع مبدأ التوافق والتوازن النقابي، ويبدو أن ما جرى لا يُعد خلافاً عابراً، بل بوادر انقسام في الرؤى والأساليب، سيُختبر في الأيام المقبلة مع محاولات حثيثة لاحتواء الأزمة قبل أن تستفحل.

وتبقى أعين الجمعية العمومية مُترقبة ليوم الإثنين المقبل، حيث يُنتظر أن تعود الطاولة إلى الانعقاد مجدداً، فإما توافقٌ يُنهي الخلاف أو تصعيد جديد يُعمّق الأزمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights