ندوة بجناح الأزهر تناقش كتاب القدس تنادي.. صرخة أدبية ضد الظلم والعدوان

نظّم جناح الأزهر الشريف، الثلاثاء، ندوة ثقافية ضمن سلسلة “قراءة في كتاب”، خصصت لمناقشة كتاب “القدس تنادي” للشاعرة مريم توفيق.
حضر الندوة نخبة من المفكرين والشخصيات البارزة، على رأسهم الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور أحمد الشرقاوي، رئيس الإدارة المركزية لشؤون التعليم بقطاع المعاهد الأزهرية.
أدار الحوار الدكتور محمد البحراوي، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام بجامعة الأزهر.
رسائل الكتاب: دعوة للسلام ورفض الدماء
افتتح الدكتور محمد عبد الدايم الجندي حديثه بالإشادة بكتاب “القدس تنادي”، الذي وصفه بأنه تحفة أدبية تحمل رسالة إنسانية نبيلة تناهض العنف والخراب، وتعكس معاناة الشعب الفلسطيني.
أشار الجندي إلى أن الكاتبة استخدمت أسلوبًا مبتكرًا في عرض معاناة القدس، قائلًا: “الكتاب يجمع بين الإبداع والخيال، ليخاطب العاطفة والعقل معًا، ويعبر عن معاني قوله تعالى: ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق.
كلماتها تعكس دعوة حقيقية للسلام، وتُلخّص معاناة الفلسطينيين بكلمات مثل: القدس تنادي ولا حياة لمن تنادي من الصهاينة”.
أضاف الجندي أن الكتاب يحتوي على نداءات مؤثرة موجهة لشهداء فلسطين، وتجسد الألم الفلسطيني بلغة شاعرية، مستشهدًا بعبارة: يا عاشق الدماء ألا تستحي تجمع النار تغلق عليها الخطى.
كما أشاد بتكامل الكتاب مع رسالة الأزهر الرافضة لكل أشكال العنف والعدوان، مؤكدًا أن استضافة جناح الأزهر لهذه الندوة تعبير عن دعم القضايا العادلة والسلام العالمي.
الشرقاوي: القدس صرخة إنسانية ضد الظلم العالمي
من جهته، وصف الدكتور أحمد الشرقاوي كتاب “القدس تنادي” بأنه صرخة إنسانية تُبرز حجم الظلم الذي يعانيه الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن المؤلفة استخدمت لغة عميقة تعبر بصدق عن واقع القدس.
وذكر الشرقاوي أن الكاتبة تساءلت بأسلوب لافت: إلى متى الأفاعي ترتع في وادينا تحرمنا الحياة؟، وهي دعوة صريحة لمواجهة الصمت العالمي تجاه القضية الفلسطينية.
أضاف الشرقاوي: “المؤلفة دعت في كتابها العرب إلى استعادة دورهم القيادي، متسائلة: أين سنابل العرب؟ أين شحذ الغضب؟، وهو ما يعكس ضرورة التحرك لدعم الشعب الفلسطيني ضد آلة العدوان الصهيونية”.
كما أشار إلى أن الكاتبة استحضرت رمزية صلاح الدين الأيوبي في كتابها بعبارة: صلاح الدين ستظل نبراسًا يذكرنا ببطولاتنا الشماء، داعية إلى استلهام بطولاته لتحقيق العدالة.
مريم توفيق: رسالة سلام للعالم
من جانبها، أعربت الشاعرة مريم توفيق عن سعادتها بالتواجد في جناح الأزهر الشريف، مؤكدة أن كتابها يعكس رفضها للصمت العالمي حيال معاناة القدس.
وقالت: “استلهمت الكثير من مواقف الأزهر وشيخه في الدفاع عن قضايا الأمة، وقدمت هذا الكتاب كتعبير عن رفضي للخذلان العالمي للقدس”.
أضافت توفيق أن كتابها يسعى لكشف الظلم وفضح الاعتداءات التي تواجهها فلسطين، معربة عن أملها في أن تصل رسالتها إلى العالم لتحقيق السلام ووقف العدوان.
الندوة: مساحة ثقافية لدعم القضية الفلسطينية
أدار الندوة الدكتور محمد البحراوي، الذي أشاد بالكتاب واعتبره نموذجًا للأدب المقاوم الذي يجمع بين عمق اللغة وشاعرية التعبير، مؤكدًا أن الكتاب يعرض حقائق صادمة عن معاناة الفلسطينيين، داعيًا إلى دعم مثل هذه الأعمال الأدبية التي تسلط الضوء على قضايا الأمة.
الأزهر: منصة لنشر الفكر الوسطي والدفاع عن القضايا العادله
يُشار إلى أن جناح الأزهر الشريف يشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب للعام التاسع على التوالي، حيث يقدم برنامجًا ثقافيًا متنوعًا يشمل ندوات، وركنًا للفتوى، وقاعات خاصة للأطفال والخط العربي والمخطوطات.
ويؤكد الأزهر من خلال مشاركته التزامه بدوره التعليمي والدعوي لنشر الفكر الإسلامي الوسطي، والدفاع عن القضايا الإنسانية العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.