في تمام السابعة والنصف صباحًا، كان الطريق الإقليمي عند كارتة الخطاطبة شبه خالٍ من السيارات. ميكروباصان يتحركان في اتجاهين مختلفين، والركاب، كالعادة، منهم من أغمض عينيه بحثًا عن قسط من النوم، ومنهم من يتأمل الطريق ويفكر في لقمة العيش. قبل أن تُقطع الرحلة إلى الأبد.. بانحراف عجلة، وصوت اصطدام لا يُنسى، وصراخ لم تنفعه سرعة سيارات الإسعاف.
لم يعلم أحدهم أن ثوانٍ معدودة ستجعل هذا الطريق آخر ما يرونه في حياتهم.
الطفلة التي لم تُكمل السادسة
أول من خرج من الحطام كانت طفلة صغيرة، بالكاد تبلغ 6 سنوات، تحملها يد أحد رجال الإسعاف، شعرها منكوش وثيابها ملوثة بالدم، لكنها كانت تتنفس.
بداية الكارثة
بحسب رواية الشهود، كانت السيارة الأولى تسير في مسارها الطبيعي، عندما ظهرت أمامها سيارة أخرى بشكل مفاجئ.
السائق فقد السيطرة على عجلة القيادة بعد انحرافه المفاجئ، ودخل المسار المعاكس، فاصطدم وجهًا لوجه بالسيارة الأخرى.
الصوت كان مرعبًا، والجثث تطايرت، وبعض الركاب ظلوا محتجزين داخل هيكل السيارة المهشّم، حتى بعد توقف كل شيء.
“الحديد اتكسر على السواق، معرفناش نطلعه”، هكذا قال رامي وحيد، أول من وصل إلى مكان الحادث، وهو الذي أبلغ مرفق الإسعاف.
دماء وصرخات على الأسفلت
يحكي رامي: “كنت سايق على الطريق، وفجأة شفت العربية داخلة في وش التانية.. الناس كانت بتصرخ، وفيه واحد مات أول ما طلعناه، والطفلة الصغيرة كانت أول حد نطلعها.”
ويضيف: “فيه طفلين، واحد عنده 7 سنين والتاني 6، كانوا من المصابين.. والمنظر كان بشع.. الأرض بقت كلها دم، فيه شباب صغير مات، وفيه جثث اتحولت لأشلاء.”
أرقام الفاجعة
انتهى الحادث بـ9 قتلى و11 مصابًا، بينهم أطفال وسيدة مجهولة الهوية.
الجثامين تم نقلها إلى مشرحة مستشفى الباجور، بينما تسابق الأطباء لإنقاذ من تبقى على قيد الحياة.
المحافظ والقرار العاجل
اللواء إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية، انتقل بنفسه إلى المستشفى فور علمه بالحادث، وتحدث مع أسر المصابين.
أصدر تعليماته برفع حالة الطوارئ في جميع المستشفيات القريبة، ووجه بسرعة التنسيق بين الإسعاف والمرور والصحة، لتأمين المنطقة ومتابعة نقل المصابين.
قائمة المصابين
يحيى عبدالفتاح السبكي
صلاح هلال السيد زقزوق
مصطفى علام أبو عمر
علي مهنس حمودة
عبدالله أسامة عبدالوهاب
علي فتحي عبدالرحمن
عبدالعزيز رجب عبدالعزيز
عبداللطيف السيد علي
أحمد صبحي سند أحمد
سيدة مجهولة الهوية
طفلة مجهولة الهوية
تحقيقات النيابة
فتحت النيابة العامة تحقيقًا عاجلًا، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
تم التحفظ على السائق الناجي، ويجري التحقيق معه لمعرفة ملابسات الحادث، وهل كان تحت تأثير الإرهاق أو السرعة الزائدة.
كما أمرت النيابة بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثامين، والتصريح بدفن الضحايا بعد التعرّف عليهم.
