نظَّم الجامع الأزهر الشريف، مساء يوم الاثنين الموافق 27 من رجب لعام 1446 هجريًا، احتفالية كبرى بالظلة العثمانية، إحياءً لذكرى الإسراء والمعراج.
حضر المناسبة عدد من كبار علماء الأزهر الشريف، على رأسهم فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، والأستاذ الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والأستاذ الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إضافة إلى نخبة من الشخصيات البارزة مثل الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
تضمنت الاحتفالية كلمات علمية تناولت المعاني العميقة والدروس المستفادة من معجزة الإسراء والمعراج، وكيف تُظهر هذه المعجزة مكانة النبي محمد ﷺ وعظمة الرسالة الإسلامية.
الأمين العام لمجمع البحوث: العبودية رفعة ومنة إلهية
في كلمته خلال الاحتفالية، أشار الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إلى أن معجزة الإسراء والمعراج هي دليل دامغ على قدرة الله المطلقة، وأنها تجاوزت حدود القدرة البشرية إلى القدرة الإلهية التي تقول للشيء “كن فيكون”.
وأكد أن وصف الله سبحانه وتعالى للنبي محمد ﷺ بـ”عبده” في قوله: “سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً” يحمل معاني الرفعة والمنة الإلهية.
أوضح الجندي أن لفظ “العبودية” في هذا السياق لا يعبر عن ضعف، بل عن عظمة واصطفاء من الله للنبي ﷺ، حيث يليه دائمًا لطف ومنة وكرم إلهي. وأضاف أن ذكر “العبودية” في القرآن يعكس أعلى درجات القرب من الله سبحانه وتعالى.
رد على المشككين في معجزة الإسراء والمعراج
وخلال كلمته، تناول الدكتور الجندي محاولات التشكيك في معجزة الإسراء والمعراج، مشيرًا إلى أن هذه المحاولات تهدف لهدم السنة النبوية وإنكار الحقائق الثابتة في القرآن الكريم.
وقال إن المشككين يستندون إلى ادعاءات باطلة مثل التشكيك في صحة الأحاديث الواردة في صحيح الإمام البخاري، رغم أن الإمام البخاري قد نقل صحيحه عن طريق سلسلة متصلة من العلماء الثقات، حيث سمعه منه أكثر من تسعين ألف شخص، بما فيهم أئمة كبار مثل الإمام أحمد بن حنبل والإمام يحيى بن معين، الذين أيدوه وارتضوا عمله.
استشهد الجندي بقول الله تعالى: “بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق”، ليؤكد أن الحق يعلو دائمًا على الباطل، وأن هذه المحاولات لن تؤثر على الإيمان بمعجزة الإسراء والمعراج، التي وردت تفاصيلها في القرآن الكريم والسنة النبوية.
معاني الإسراء والمعراج: دروس للعالمين
اختتمت الاحتفالية بالتأكيد على الدروس المستفادة من ذكرى الإسراء والمعراج، وأهمها أن المعجزة تُبرز مكانة النبي محمد ﷺ كأشرف الخلق، وتُظهر قدرة الله المطلقة في تسيير الأمور.
كما شددت الكلمات على أهمية الإيمان بالمعجزات كجزء لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية، وكيف يمكن لهذه الذكرى أن تكون مصدر إلهام للصبر واليقين بالله في مواجهة التحديات.
أكد الحاضرون أهمية استمرار مثل هذه الفعاليات التي تُظهر التراث الإسلامي وتنقله للأجيال الجديدة، مع الحفاظ على عمق الإيمان والعلم في مواجهة الأفكار المغلوطة التي يحاول البعض الترويج لها.
