أكد الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، خلال لقائه المفتوح مع طلاب وطالبات جامعة سيناء بمحافظة شمال سيناء، أن تحقيق الطموح والأماني لا يكون بالكسل، بل يتطلب الإعداد الجيد والعمل الجاد.
أوضح الهواري أن النجاح، سواء كان دنيويًا أو أخرويًا، يحتاج إلى تخطيط دقيق وأهداف واضحة، مشددًا على أهمية السعي المستمر والهمة العالية لتحقيق الغايات المنشودة.
قال الهواري للطلاب: “نحن هنا لنمد أيدينا معكم في مواجهة التحديات التي تهدد استقرار مجتمعاتنا، ولندعم القيم العليا التي ورثناها عن أجيال سبقتنا. هذه القيم هي ميراثنا الحقيقي، ولن نسمح لها بالانهيار في وطن الأزهر وأرض شبابها الذين وصفهم النبي بأنهم خير أجناد الأرض”.
اللقاء الثاني: حروب الجيل الرابع وخطر الحرية المنفلتة
في لقاء مفتوح آخر مع طلاب وطالبات المعهد العالي للتكنولوجيا، تحدث الدكتور الهواري عن “حروب الجيل الرابع”، مسلطًا الضوء على الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا الحديثة.
وبيّن أن الفهم الخاطئ لمعاني التطور والحرية يمثل خطرًا حقيقيًا على استقرار المجتمعات، موضحًا أن الدعوات التي تروج للحرية المطلقة وتخرج عن المألوف الديني والمجتمعي تؤدي إلى فوضى تضعف هوية المجتمع وتعيق تقدمه.
أشار الهواري إلى أن القيم الدينية والأخلاقية هي الحصن المنيع الذي يجب أن يتشبث به الشباب لمواجهة هذه التحديات، داعيًا إياهم إلى عدم الانسياق وراء الدعوات البراقة التي تهدف إلى تقويض بنيان المجتمعات تحت ستار الحرية الزائفة.
وسائل التواصل الاجتماعي: سلاح ذو حدين
تناولت الندوة أيضًا تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على سلوك الأفراد والمجتمعات، حيث ركز الدكتور الهواري على الجوانب الإيجابية لهذه الوسائل، مثل نشر الوعي وتعزيز القيم، محذرًا في الوقت ذاته من مخاطر الاستخدام السلبي الذي يؤدي إلى انتشار الفوضى الفكرية والسلوكيات غير الأخلاقية.
دعا الهواري الشباب إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة تتماشى مع القيم المجتمعية والدينية، مشيرًا إلى أن السوشيال ميديا يمكن أن تكون أداة فعّالة لنشر التوعية بالقضايا الاجتماعية والدينية إذا ما تم توظيفها بالشكل الصحيح.
تفاعل كبير مع القضايا المطروحة
شهد اللقاءان تفاعلًا واسعًا من الطلاب والحضور، الذين عبروا عن اهتمامهم بالقضايا التي طرحها الدكتور الهواري، خاصة تلك المتعلقة بحروب الجيل الرابع وتأثير التكنولوجيا الحديثة على حياتهم.
أكد العديد من الطلاب أهمية هذه اللقاءات التي تسهم في تعزيز وعيهم وتزويدهم بالمعرفة اللازمة لمواجهة التحديات التي تواجه مجتمعهم.
رسالة واضحة للشباب: العمل والأخلاق أساس التقدم
أكد فيها أن بناء المستقبل يتطلب العمل الجاد والتمسك بالقيم الأخلاقية والدينية، مشددًا على أن الأزهر الشريف سيظل داعمًا رئيسيًا للشباب المصري في مواجهة التحديات الفكرية والمجتمعية، وفي تعزيز انتمائهم للوطن وهويتهم الثقافية.
