أسباب قبول إسرائيل وأمريكا لاتفاقية تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة

شهد يوم 14 يناير 2025 توقيع اتفاقية لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة قطرية ومصرية وبدعم أمريكي.
وكان قبول اتفاقية تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار نتيجة عوامل متعددة من الضغوط الدولية إلى الضرورات الإنسانية والسياسية ولذلك رأى الأطراف المعنية أن التوصل إلى هذا الاتفاق هو الخيار الأنسب لتجنب المزيد من التصعيد، وتحقيق مكاسب سياسية وإنسانية على المدى القريب.
جاء هذا الاتفاق بعد شهور من التصعيد العسكري والإنساني في قطاع غزة، حيث وافقت إسرائيل وأمريكا على بنوده لأسباب متشابكة ومتشعبة يمكن تلخيصها فيما يلي:
1. الضغوط الدولية والأمريكية
كان للإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس جو بايدن، دور بارز في الضغط على إسرائيل لإتمام الاتفاق. ومع اقتراب انتقال السلطة إلى الرئيس المنتخب دونالد ترامب، ازدادت أهمية التوصل إلى حل سريع لإظهار التزام الإدارة الأمريكية باستقرار المنطقة.
بالإضافة إلي أنه أكدت تصريحات مسؤولين أمريكيين أن الفشل في حل الأزمة سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على العلاقات الدولية في الشرق الأوسط.
2. الوضع الإنساني الكارثي
تسبب الصراع المستمر في قطاع غزة بدمار هائل وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا، معظمهم من المدنيين، مما أثار موجة استياء عالمية دعت منظمات حقوق الإنسان والعديد من الحكومات إلى وقف فوري للعمليات العسكرية، ما جعل من الصعب على إسرائيل تجاهل هذه الدعوات في ظل الضغوط المتزايدة.
3. الانتقادات الداخلية في إسرائيل
واجهت حكومة بنيامين نتنياهو اعتراضات حادة من الداخل، حيث اتهمتها المعارضة بضعف الإدارة والتسبب في استمرار الأزمة دون جدوى. وكانت هناك دعوات لإسقاط الحكومة إذا استمرت في تجاهل فرص التهدئة.
هذا الضغط السياسي الداخلي دفع الحكومة الإسرائيلية لقبول الاتفاق لتجنب أزمات سياسية داخلية إضافية.
4. المصالح السياسية الأمريكية
بالنسبة للإدارة الأمريكية، كان حل الأزمة يمثل فرصة لتحقيق إنجاز دبلوماسي يعزز موقفها السياسي ولذلك سعت واشنطن إلى الاستفادة من هذا الاتفاق لإظهار قدرتها على حل النزاعات في المنطقة، خاصة في ظل الانتقال الوشيك للسلطة.
5. التكلفة المادية والبشرية للصراع
استمرار الحرب أدى إلى خسائر بشرية كبيرة وتدمير بنية تحتية حيوية، مما زاد من تكلفة الصراع على جميع الأطراف و هذا الواقع دفع الحكومتين الإسرائيلية والأمريكية إلى البحث عن مخرج لتقليل الأضرار وتجنب المزيد من الخسائر.
تعليق واحد