نائب رئيس جامعة الأزهر يوضح حكم التبتل في الإسلام: دعوة للتوازن والاعتدال

أكد الدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس جامعة الأزهر، أن الإسلام هو دين الوسطية والاعتدال، مشيرًا إلى أن الشريعة الإسلامية نهت عن التشدد في العبادة أو المغالاة في ترك الطيبات التي أحلها الله لعباده.
وخلال مشاركته في حلقة برنامج “مع الصائمين”، المذاع على قناة الناس، يوم الاثنين، استشهد عبد المالك بقول الله تعالى:
“قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق”
وأوضح أن هذه الآية تدل على أن الله لم يحرم على عباده الطيبات، وأن النبي ﷺ كان حريصًا على تحقيق التوازن بين متطلبات الروح والجسد، مما ينسجم مع الفطرة الإنسانية التي خلق الله الناس عليها.
قصة عثمان بن مظعون والتوجيه النبوي
أشار الدكتور عبد المالك إلى تفسير الإمام الفخر الرازي لهذه الآية، مستشهدًا بقصة الصحابي عثمان بن مظعون – رضي الله عنه، الذي أراد التبتل وترك الدنيا والتفرغ الكامل للعبادة، فجاء إلى النبي ﷺ وقال له:
“غلبني حديث النفس”
فكان رد النبي ﷺ توجيهًا واضحًا نحو الاعتدال وعدم التشدد، مبينًا أن الإسلام لا يحرم الطيبات، بل يدعو إلى تحقيق التوازن بين العبادات والحياة اليومية، بحيث لا يكون هناك إفراط أو تفريط.
وسطية الإسلام في العبادة والمعيشة
أكد نائب رئيس جامعة الأزهر أن هذه القصة تجسد المنهج الوسطي للإسلام، حيث نهى النبي ﷺ عن الغلو في العبادة على حساب الفطرة البشرية. كما استشهد بقوله تعالى:
“وكذلك جعلناكم أمة وسطًا”
وأشار إلى أن الإسلام يرفض التشدد غير المبرر في الدين، ويدعو أتباعه إلى الاعتدال في كل مناحي الحياة، سواء في العبادات أو الأمور المعيشية، لتحقيق حياة مستقرة وروح مطمئنة.
وفي ختام حديثه، دعا الدكتور محمد عبد المالك إلى اتباع سنة النبي ﷺ والابتعاد عن الغلو، مؤكدًا أن التوازن في العبادات والمعاملات هو السبيل الأمثل للعيش وفق المنهج الإسلامي الصحيح.
لمشاهدة اللقاء الكامل على قناة الناس، يمكن متابعة الفيديو عبر الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=gnf2MVZcKRE