مكتبة الأزهر: نقلة نوعية للحفاظ على التراث الإسلامي واستثماره علميًا

أجرى الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، جولة تفقدية شملت المقرين الجديد والقديم لمكتبة الأزهر، لمتابعة آخر مستجدات عملية نقل محتويات المكتبة إلى مقرها الجديد.
تأتي هذه الخطوة في إطار حرص الأزهر الشريف، بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على الحفاظ على التراث الإسلامي الثمين وتوظيف التكنولوجيا الحديثة لخدمة هذا الإرث العلمي وضمان انتقاله للأجيال القادمة.
الجولة التفقدية ركزت على مراحل نقل الكتب والمخطوطات النادرة التي تزخر بها المكتبة، بالإضافة إلى تجهيز المقر الجديد لتوفير بيئة مناسبة للباحثين من خلال قاعات اطلاع مهيأة وتقنيات حديثة تسهل الوصول إلى المواد العلمية.
أهمية المكتبة الأزهرية كمخزون ثقافي عالمي
أكد الأمين العام خلال الجولة على القيمة الاستثنائية التي تمثلها المكتبة الأزهرية، باعتبارها أحد أهم المراكز التي تحفظ التراث الإسلامي والإنساني على حد سواء.
أوضح أن المكتبة تحتوي على مجموعة نادرة من الكتب والمخطوطات التي تعكس غنى الحضارة الإسلامية وإسهامها في مجالات العلم والفكر عبر التاريخ.
أضاف أن المكتبة ليست مجرد مركز علمي، بل تمثل مصدر إلهام عالمي لطلاب العلم والباحثين من مختلف الجنسيات، مما يبرز دور الأزهر في نشر المعرفة وتعزيز التفاهم الثقافي بين الشعوب.
وحدات متخصصة وتقنيات حديثة
خلال تفقده، زار الدكتور الجندي أقسام المكتبة المختلفة، بما في ذلك أماكن حفظ الكتب والمخطوطات، قاعات الاطلاع، ووحدات الترميم التي تعنى بالحفاظ على المخطوطات النادرة وحمايتها من التلف.
كما تم التأكد من جاهزية وحدات الفهرسة الإلكترونية، التي تُعد جزءًا من خطة الأزهر لتطوير المكتبة وتعزيز كفاءتها في تلبية احتياجات الباحثين.
وأشار الجندي إلى أهمية دمج التقنيات الحديثة في إدارة المكتبة، حيث يتيح ذلك تصفحًا رقميًا سريعًا ودقيقًا للكتب والمخطوطات، مما يعكس رؤية الأزهر لتطوير أدوات البحث العلمي بما يتماشى مع متطلبات العصر.
دعم مستمر لحفظ التراث ونقله للأجيال القادمة
في ختام جولته، شدد الدكتور الجندي على أن الأزهر الشريف يولي أهمية كبيرة لمكتبة الأزهر باعتبارها جزءًا من الإرث الحضاري للأمة الإسلامية. وأكد أن عملية النقل تأتي ضمن خطة شاملة تستهدف الحفاظ على هذا الإرث، مع ضمان توفيره بشكل ميسر للباحثين من جميع أنحاء العالم.
اختتم بقوله إن الجهود المبذولة في تطوير المكتبة تعكس التزام الأزهر برسالته السامية في نشر العلم وتعزيز التراث الإسلامي، بما يسهم في ترسيخ قيم الحوار والتفاهم الثقافي بين المجتمعات.