الرئيسيةفن

“الرصاصة لا تزال في جيبي”.. أضخم إنتاج مصري عن حرب أكتوبر

حرص المصريون منذ فجر التاريخ على توثيق انتصراتهم، فحفظت جدران المعابدة أحداث حياتهم ووثقت الحروب والانتصارات بتصويرها فى أبهى صورة، لتكون شاهد للأجيال على عظمة الأجداد، واستمر ذلك مع تطور العصر والوسائل المستخدمة فيه ومنها الأفلام السينمائية والتى لم تكن يومًا بعيدة عن أحداث مصر التاريخية وأهمها انتصارات السادس من أكتوبر 1973 ومن أول هذه الأفلام الرصاصة لا تزال فى جيبى.

الإنتاج الاضخم بمشاركة سلاح المدفعية والمهندسين

بدأ الإعداد لفيلم الرصاصة لا تزال فى جيبى منذ اليوم الأول للنصر، عندما قرر رمسيس نجيب يوم السادس من أكتوبر أن يقدم عملًا يؤرخ لهذا الحدث العظيم وسط مشاعر الفخر والعزة التى اجتاحت قلوب الجميع.

ليسارع نجيب بالتواصل مع الكاتب إحسان عبد القدوس وكان لديه بالفعل قصة الرصاصة لا تزال فى جيبى وكانت تحكى أحداث حرب الإستنزاف، فسارع باستكمالها أحداث نصر أكتوبر الدئرة بالفعل ليؤرخ عبور خط بارليف ومعارك الجنود الباسلة.

قام بإخراج الفيلم المخرج حسام الدين مصطفى ومعه عدد كبير من المساعدين، غالبية المشاهد كانت حقيقية وفى أماكن واقعية ببورسعيد وبورفؤاد والإسماعيلية والسويس، حيث ساندت القوات المسلحة رمسيس كثيرًا وتم منحهم ما يقرب من 100 دبابة لاستخدامها فى أحد المشاهد، أيضا شارك سلاح المدفعية والمهندسين بكامل وحداتهما فى الفيلم، وبلغت تكلفة إنتاج الإنتاج حوالي نصف مليون جنيه واستغرق تصويره ستة أشهر متواصلة.

مرارة النكسة واسترداد الكرامة

تميز فيلم الرصاصة لا تزال فى جيبى بتسلسل الأحداث وسط استخدام الكثير من الرمزية الواضحة، يبدأ من أحداث 5 يونيو 1967 واجتياح القوات الجوية الإسرائيلية نقطة الكونتيلا وقتل جميع جنودنا ولم يتبق منهم سوى محمد المغاورى ( محمود يس ) بدأ محمد رحلته زحفا فى رمال سيناء بعد النكسة والانسحاب فى صراع مرير مع الموت حتى انقذه شيخ من بدو سيناء وارسله إلى غزة.

وبعد العودة يظل حاملًا رصاصة فى جيبه ويقسم على أن تبقى فى جيبه حتى يسترد أرضه وعرضه، فمثلما اغتصب العدو الخارجى أرضه اغتصب على الجانب الآخر العدو الداخلى ابنة خاله فاطمة أثناء غيابه والتى جسدت دورها ( نجوى إبراهيم ) وظهرت مرتدية الأخضر طوال الفيلم والأبيض فى النهاية كرمز للوطن.

يعود محمد إلى الجيش يحمل مرارة الهزيمة ويشارك فى حرب الإستنزاف ويعود إلى قريته فى محاولة التغيير والإصلاح، ليكون الاستدعاء العاجل إلى الجيش فيبدأ حرب التحرير واستعادة الكرامة.

ليجد عند عودته إلى قريته منتصرًا الأوضاع قد استقرت بعد اختفاء المغتصب الذى يمثل الفساد فى شخصية مدير الجمعية الزراعية، وبرغم أن الحرب انتهت فى الميدان إلا إنه ظل محتفظًا بالرصاصة فى جيبه مستعدًا طوال الوقت للدفاع عن أرضه.

الرصاصة لا تزال فى جيبى وثيقة للعبور والنصر

مرت الخمس عشر دقيقة الأولى طويلة ومؤلمة لكل مصرى والتى تناولت أحداث النكسة فكانت ثقيلة على المشاهد بالرغم من قصرها، أما مشاهد العبور والتى استغرقت تقريبا النصف الثانى من زمن الفيلم مرت سريعة جعلت المشاهد يعيش صورة حية من العبور والحرب وسط مشاعر الفخر والفرح وجاءت هذه المشاهد كتوثيق لساعة العبور والنصر.

أيضا ما زالت الموسيقى التصويرية للفيلم والتى أعدها لموسيقار عمر خورشيد مرتبطة داخل وجدان المشاهد بصورة الحرب والنصر والعبور فى حرب السادس من أكتوبر.

فيلم الرصاصة لا تزال فى جيبى إنتاج عام 1974 ومن بطولة عدد كبير من النجوم وهم محمود ياسين، سعيد صالح، حسين فهمى، صلاح السعدنى، نجوى إبراهيم ومن تأليف إحسان عبد القدوس ، وإخراج حسام الدين مصطفى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights