في ظل تصاعد التوتر العسكري في المنطقة، عقد الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم السبت، اجتماعًا أمنيًا طارئًا مع عدد من الوزراء والقادة الأمنيين، لمتابعة تطورات المواجهة المتفجرة بين إيران وإسرائيل، والتداعيات المحتملة على الساحة اللبنانية.
وذكر بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية أن الاجتماع تطرق إلى الإجراءات الواجب اتخاذها للحفاظ على الاستقرار الداخلي، خصوصًا في ضوء التصعيد الحاد الذي يشهده الإقليم. وجرى خلال الاجتماع تقييم المخاطر الأمنية، لا سيما على مطار رفيق الحريري الدولي، وحركة الطيران المدني، في ظل احتمال اتساع رقعة المواجهة العسكرية.
شدد الرئيس اللبناني على أهمية رفع الجهوزية الأمنية والإدارية في مختلف مؤسسات الدولة، والتأهب الكامل لأي طارئ. وأوصى باستمرار الاجتماعات المفتوحة لتقييم الوضع أولًا بأول، واتخاذ التدابير اللازمة بالسرعة المطلوبة.
في موازاة الاجتماع الرئاسي، لفتت مصادر مطّلعة إلى أن حزب الله رفع منسوب الجهوزية العسكرية في الجنوب، وأجرى سلسلة اتصالات داخلية لتقييم الموقف الميداني، مع إبقاء مقاتليه في حالة استنفار تحسبًا لأي تطور إسرائيلي على الجبهة اللبنانية. وأشارت تقارير إلى أن الحزب ينظر إلى التصعيد بين طهران وتل أبيب باعتباره جزءًا من معركة مصيرية تتقاطع مع استراتيجيات محور المقاومة في المنطقة.
في المقابل، التزمت معظم القوى السياسية اللبنانية صمتًا حذرًا حيال التصعيد، في محاولة لتفادي أي زج مباشر للبنان في أتون الحرب الإقليمية، خصوصًا في ظل هشاشة الوضع الاقتصادي والمالي الذي تعانيه البلاد. ومع ذلك، دعت بعض الأصوات السياسية إلى تحييد لبنان عن الصراع، وتغليب منطق التهدئة والدبلوماسية للحفاظ على ما تبقى من الاستقرار.
وكانت إسرائيل قد أعلنت فجر الجمعة أنها نفذت ضربات جوية دقيقة ضد منشآت ومراكز حساسة داخل إيران، استهدفت برامجها النووية وقادة بارزين في الحرس الثوري. وأسفرت الغارات عن مقتل شخصيات رفيعة داخل المؤسسة العسكرية الإيرانية.
وفي أعقاب الهجوم، أعلنت وكالة “تسنيم” الإيرانية أن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أصدر مرسومًا بتعيين اللواء عبد الرحيم موسوي خلفًا لمحمد باقري على رأس هيئة الأركان العامة، في خطوة تعكس استنفارًا رسميًا على أعلى المستويات.
من جهتها، أعلنت طهران أنها اتخذت الإجراءات الدفاعية والسياسية والقانونية اللازمة للرد، مشيرة إلى أن الرد الإيراني قد يتسع ليشمل كل من يشارك في دعم أو حماية الضربات الإسرائيلية، بما في ذلك القواعد الأميركية والغربية في المنطقة.
