رؤساء أحزاب لـ”اليوم”: زيارة الرئيس شي جين بينغ للقاهرة دفعة مهمة لمسار العلاقات المصرية الصينية

تقرير: دينا أحمد
في إطار تعزيز علاقات التعاون الثنائي بين مصر وجمهورية الصين الشعبية، تستعد القاهرة لاستقبال زيارة مرتقبة للرئيس الصيني شي جين بينغ، وذلك في حدث دبلوماسي يعكس عمق الشراكة الإستراتيجية المتنامية بين البلدين.
من جانبه قال عددًا من رؤساء الأحزاب في تصريحات خاصة لـ “اليوم” أن هذه الزيارة تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات المصرية الصينية زخماً متصاعداً على مختلف الأصعدة، خاصة في مجالات الاقتصاد، التجارة، البنية التحتية، والطاقة، ضمن إطار مبادرة “الحزام والطريق” التي تعد مصر شريكاً محورياً فيها.
هشام عبد العزيز: الزيارة المرتقبة للرئيس الصيني دفعة قوية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع مصر
صرّح الدكتور هشام عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، أنّ الزيارة المنتظرة للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى القاهرة تُجسّد انتقال العلاقات المصرية-الصينية إلى مرحلة تفعيلٍ عملي موسّع، إذ يُعوَّل عليها في إطلاق حزمة مشروعات طموحة في الطاقة النظيفة، وتوطين الصناعات عالية التكنولوجيا، وتعميق الشـراكة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وأوضح عبد العزيز بأنّ الأجندة المرتقبة ستشهد توقيع اتفاقيات تتعلق بالهيدروجين الأخضر، وتطوير البنية التحتية للنقل، وتوسيع الاستثمارات الرقمية، بما يدعم خطط الدولة للتحوّل إلى مركز صناعي ولوجستي إقليمي ويخلق فرص عمل نوعية للشباب المصري وما يعمق من التبادل التجاري المصري الصيني كأحد الشراكات الاقتصادية الاستراتيجية.
وأضاف هشام بأنّ الزيارة تأتي ذروةً لفعاليات «عام الشراكة المصرية-الصينية» بعد مرور عشرة أعوام على إطلاق الشراكة الإستراتيجية الشاملة عام 2014، مؤكداً أنّ هذا التوقيت يمنحها ثقلاً سياسياً واقتصادياً مضاعفاً. وتابع أنّ القاهرة وبكين تمكّنتا خلال العقد الماضي من بناء تنسيق وثيق في ملفات الطاقة، والاتصالات، والتعليم، موضحاً أنّ الخطوة المقبلة ترتكز على الانتقال من توقيع النيات إلى تنفيذ المشاريع وتوطين التكنولوجيا، بما يُترجم رؤية مصر 2030 ويُعزِّز حضور القاهرة داخل مبادرة «الحزام والطريق».
وختم رئيس حزب الإصلاح والنهضة بالتشديد على أنّ حرص القيادة المصرية على هذه الزيارة يعكس اتجاهاً ثابتاً نحو تنويع الشراكات الدولية وتحقيق توازن استراتيجي يصب في صالح الأمن القومي والتنمية المستدامة. ودعا إلى استثمار الزخم المرتقب لتعزيز التعاون البرلماني والحوار الثقافي بين الشعبين، بما يُحصّن مسار الشراكة من التحديات الدولية ويضمن مردوداً ملموساً يلمسه المواطن المصري في حياته اليومية.
جيهان مديح: زيارة الرئيس الصيني تأتي في وقت إقليمي وعالمي حساس
أكدت الدكتورة جيهان مديح، رئيس حزب مصر أكتوبر، أن الزيارة المرتقبة للرئيس الصيني إلى مصر تمثل محطة مهمة وتحضيرًا لمرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي الشامل بين البلدين، الذي انطلق منذ عام 2014، مشيرة إلى أنها تعكس حرص مصر على تعميق أواصر التعاون الاقتصادي والتنموي والتجاري، مما يعزز من مكانة مصر على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأوضحت مديح في تصريحات خاصة لـ جريدة اليوم، أن مصر تستهدف نصيبًا كبيرًا من الاستثمارات الصينية في إفريقيا، التي تبلغ نحو 52 مليار دولار، مع التركيز على مشروعات البنية التحتية والقطاع الصناعي، إلى جانب المشاريع الضخمة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة، وتعتبر هذه الاستثمارات دفعة قوية للاقتصاد المصري وتدعم خطط التنمية المستدامة في البلاد.
ولفتت إلى أن التعاون بين مصر والصين يتجاوز الجانب الاقتصادي ليشمل تنسيقًا سياسيًا هامًا حول قضايا إقليمية ملحة، من بينها القضية الفلسطينية، حيث يتشارك البلدان رؤى واضحة تدعم حل الدولتين، ووقف إطلاق النار في غزة، ورفض التهجير القسري. إضافة إلى ذلك، يشمل التنسيق المشترك ملف الأمن المائي، ما يعزز الموقف السياسي المصري الصيني المشترك في هذه القضايا.
وعلى المستوى الأمني، أشارت مديح إلى أن الزيارة تأتي عقب مناورات نسور الحضارة 2025 الجوية المشتركة بين القوات المسلحة المصرية والجيش الصيني، مما يعكس تعميق التعاون العسكري والأمني بين البلدين، ويعزز القدرات الدفاعية ويؤكد عمق الشراكة الاستراتيجية بينهما.
وشددت على أن الزيارة تأتي في وقت إقليمي وعالمي حساس، يشهد اضطرابات سياسية واقتصادية متزايدة، ما يجعل تعزيز الشراكة مع الصين خطوة استراتيجية مهمة لدعم التعددية ومواجهة التحديات العالمية. وأوضحت أن الزيارة، رغم تحديد إدراجها رسميًا ضمن فعاليات عام الشراكة المصرية-الصينية،فانها تتماشى مع روح هذا العام، الذي شهد تعميق الروابط الاقتصادية والسياسية والثقافية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تفتح آفاقًا واسعة لتعاون مثمر يعود بالنفع على الشعبين ويعزز التنمية والاستقرار في المنطقة.
نصر سليمان: زيارة الرئيس الصيني لمصر تعكس عمق الشراكات بين البلدين
أكد الدكتور نصر سليمان، رئيس حزب صوت مصر، عضو تحالف الأحزاب المصرية، أن الزيارة المرتقبة للرئيس الصيني إلى مصر تمثل محطة محورية في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعكس عمق الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تربط القاهرة وبكين، والتي تشهد تطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات، لافتا إلى أن الهدف الأساسي من هذه الزيارة يتمثل في تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، ودعم المشاريع التنموية المشتركة، ومواصلة التنسيق السياسي في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما يخدم مصالح الشعبين ويعزز الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
وأضاف سليمان أنه لا شك في أن الزيارة تُعد دفعة قوية وجديدة للعلاقات الاستراتيجية بين مصر والصين، حيث تأتي في وقت تتزايد فيه التحديات العالمية، ما يستلزم تعزيز الشراكات مع القوى الدولية الصاعدة، وفي مقدمتها الصين، التي تُعد شريكاً موثوقاً وداعماً أساسياً لمشروعات التنمية في مصر، خاصة في إطار مبادرة “الحزام والطريق” التي تتقاطع مع رؤية مصر التنموية 2030، مشيرا إلى أن السنوات الأخيرة قد شهدت نمواً لافتاً في التعاون بمجالات البنية التحتية، والطاقة، والتكنولوجيا، والتعليم، ما يعكس حجم الثقة والاحترام المتبادل بين الجانبين.
وأوضح أن الزيارة تأتي بالتوازي مع فعاليات “عام الشراكة المصرية-الصينية”، ما يمنحها بعداً رمزياً واستراتيجياً مهماً، ويؤكد أن العلاقات بين البلدين لا تقتصر على الشق الرسمي فقط، بل تمتد إلى مجالات التبادل الثقافي والحضاري، وتعزيز التواصل بين الشعبين، وأن هذا العام يمثل فرصة لتعميق العلاقات على مستوى الشعوب، من خلال الفعاليات المشتركة، والمبادرات التعليمية والثقافية التي تعزز من جسور التفاهم والصداقة.
وأشاد رئيس حزب صوت مصر بالجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في تعزيز مكانة مصر إقليمياً ودولياً، والانفتاح على كافة القوى العالمية، في إطار سياسة خارجية متوازنة قائمة على الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة، مضيفا: “إن هذا التحرك النشط والدبلوماسية الرصينة تعكس رؤية استراتيجية واضحة لبناء شراكات دولية قوية تدعم مسيرة التنمية الوطنية وتحافظ على استقرار الدولة المصرية ومكانتها في محيطها الإقليمي والدولي”.