تقارير-و-تحقيقات

سعيد فؤاد يكتب:”حياة الماعز” فيلم هندي

لم أنكر مثل غيري من الناس ما وصلت إليه السينما الهندية من نجاح في فصل المشاهدين عن الواقع، والسير في فضاء الخيال، والبعد كل البعد عن الحقيقة، وإعلاء فكرة اللا منطق، وقد أصبحت اللغة الدارجة عند أغلب الناس إطلاق مصطلح “فيلم هندي ” على كل رواية كاذبة أو لا يقبلها العقل.

وقد خرجت علينا الهند في هذه الأيام بفيلم “حياة الماعز “، والذي تدور أحداثه المفتعلة داخل المملكة العربية السعودية، وتناول الكاتب مدعيا مدى الاضطهاد الذي يتعرض له العامل الهندي على يد الكفيل، وإذا كنا نسلم إن هناك نماذج من هذا الكفيل في المجتمع فإن ذلك لا يعني إن المملكة بأسرها تنتهج هذا السلوك، وإنها تفتقد إلى كل معاني الإنسانية كما يصورها الممثلون في حياة الماعز، وما يؤسفني أيضا أن من جسد دور الكفيل في الفيلم هو ممثل أردني داس بقدميه على القومية العربية، والانتماء للوطن العربي الأكبر لمجرد الشهرة، أو حفنة من الأموال.

واختار الكاتب عنوانا للرواية يختزل حياة المملكة في رعاية الأغنام، وهي محاولة فاشلة لتقليص حجم بلد الحرمين الشريفين، فلم يجرؤ الكاتب أن يبدل العنوان بحياة البقر بدلا من الماعز لكون البقرة هي الإله الأعظم في حياتهم، وأن روثها هو شفاء لهم من الأمراض ومن روثها يستمدون البركة.

فليس غريبا على من يقدسون البقر ويعبدونها دون عودة إلى الصواب والعقل إن تصدر منهم هذه البذاءات وعدم الانصياع للواقع وعدم الانصياع إلى الواقع، فقد غض الفيلم الطرف عن حجم العمالة الهندية داخل المملكة، والتي تعد مصدرا للدخل والاستقرار للآلاف من الأسر في الهند.

كما غض الطرف عن التقدم التكنولوجي الذي تعيشه المملكة العربية السعودية باعتبارها من الدول التي تشهد نهضة رقمية لامثيل لها في الشرق الأوسط.

المملكة العربية السعودية التي تحتل مكانة سياسية واقتصادية بين الدول جعلتها في مصاف الدول المؤثرة في العالم، يامعشر الهند عودوا إلى صوابكم، أو اسحبوا عمالكم من المملكة هو أكرم لكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights