الصلاة على النبي ضرورة حياتية ومفتاح للفرج والطمأنينة

تُعد الصلاة على النبي محمد ﷺ من أعظم العبادات التي حثّ عليها الإسلام، فهي ليست مجرد ذكر مستحب، بل تمثل ضرورة حياتية لما تحمله من الفرج والراحة والطمأنينة، ولما تتيحه للمؤمن من سعادة روحية وبركة في الدنيا والآخرة.
وقد أكدت دار الإفتاء المصرية أن الصلاة على النبي ﷺ تُعتبر امتثالًا مباشرًا لأمر الله تعالى في القرآن الكريم، حيث قال عز وجل:
> {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].
خالد الجندي: الصلاة على النبي رحمة واستغفار ودعاء
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن الصلاة على النبي ﷺ ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي رحمة واستغفار ودعاء، كما أنها تعكس المقام العظيم الذي منحه الله سبحانه وتعالى لنبيه الكريم في القرآن الكريم.
وأضاف الجندي أن الصلاة على النبي ﷺ تُعدّ سببًا رئيسيًا لنزول البركات على المسلم، كما أنها وسيلة لزيادة الرزق وتيسير الأمور، مؤكدًا أن الالتزام بها يمنح الإنسان شعورًا بالراحة النفسية والسكينة.
الصلاة على النبي مفتاح لقضاء الحاجات
من أبرز فضائل الصلاة على النبي ﷺ أنها تُعدّ من أسباب تفريج الكروب وقضاء الحوائج، وقد استشهدت دار الإفتاء المصرية بقصص الصالحين الذين لجؤوا إليها في أوقات الأزمات، فكانت سببًا في زوال همومهم وإزالة كروبهم.
كما أورد العلماء حديثًا للنبي ﷺ يُظهر عِظَم الأجر الذي يناله المسلم على هذه العبادة، حيث قال:
“من صلَّى عليَّ مرة، صلى الله عليه بها عشرًا، ومن صلى عليَّ عشرًا، صلى الله عليه بها مائة، ومن صلى عليَّ مائة، صلى الله عليه بها ألفًا، ومن واصل الصلاة عليَّ، حرَّم الله جسده على النار”.
تطهير للنفس من الرذائل والتمسك بأخلاق النبي
أكدت دار الإفتاء المصرية أن الصلاة على النبي ﷺ ليست فقط وسيلة لنيل البركات، بل إنها تُطهِّر النفس من الرذائل والمنكرات، إذ تدفع المسلم إلى التأسي بالنبي الكريم في أخلاقه وسيرته، وتعزز الارتباط بسيرته العطرة وهديه القويم.
فمن يكثر من الصلاة على النبي ﷺ، يجد نفسه مدفوعًا إلى الاقتداء به، فيزداد تواضعه، ويزكو خلقه، وتتجدد صلته بالله سبحانه وتعالى، مما ينعكس إيجابًا على حياته اليومية وتعاملاته مع الناس.
كيف تكون محبة النبي ﷺ صادقة؟
أوضحت دار الإفتاء أن محبة النبي ﷺ لا تقتصر على العاطفة فقط، بل تظهر في اتباع سنته والاقتداء به في كل جوانب الحياة، مستشهدة بقول الله تعالى:
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31].
وأكدت أن الحب الصادق للنبي ﷺ يتمثل في التخلق بأخلاقه الكريمة، والتمسك بسنته، واحترام آل بيته وصحابته الكرام، والفرح بما جاء به من تعاليم، والغيرة على دينه وسنته.
كما أشارت إلى الحديث النبوي الشريف الذي يوضح أن المحبة الحقيقية للنبي ﷺ تؤدي إلى مرافقة الصالحين في الآخرة، حيث بشّر النبي ﷺ رجلًا لم يكن يُكثر من الصلاة والصيام، لكنه كان يحب الله ورسوله، فقال له النبي ﷺ: “أنت مع من أحببت”.