📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
مقالات

أحمد فؤاد يكتب: التسامح مع من ظلمك.. قوة أم ضعف؟

📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن

في عالم تزداد فيه الصراعات، وتضيق فيه القلوب، تبرز قيم إنسانية عليا كمرشد للطريق، ترفع الإنسان فوق النزاعات وتعيده إلى جوهر إنسانيته.

ليست هذه القيم مجرد فضائل فردية، بل هي منهج حياة يتجاوز حدود الذات، ويصل إلى الغايات السامية التي تعيد بناء الروح وتجمع البشر على أساس واحد.

أن تصل من قطعك هو أول هذه القمم.. في زمن تتفكك فيه الروابط الأسرية والاجتماعية، يصبح مد الجسور مع من قطعك عملًا جليلًا يتطلب قلبًا كبيرًا وروحًا متسامحة.

الوصل ليس ضعفًا، بل شجاعة تنبع من الإيمان بقيمة العلاقات الإنسانية.

أما الإحسان لمن أساء إليك، فهو الامتحان الحقيقي للنفس. أن تحسن لمن جرحك أو خذلك يعني أن تتجاوز ألمك وتتحرر من قيود الغضب والكراهية.

الإحسان هنا ليس ردًا على إساءة فحسب، بل فعلًا إيجابيًا يغير النفوس ويبني جسورًا جديدة بينك وبين الآخر.

التسامح مع من ظلمك هو ذروة السمو الروحي.. أن تعفو عن من تجاوز حدوده معك ليس أمرًا سهلًا، لكنه انتصار للنفس على أوجاعها. التسامح يرفعك فوق الظلم، ويمنحك سلامًا داخليًا لا يستطيع أحد أن يسلبه منك.. إنه فعل قوة، وليس ضعفًا كما يعتقد البعض.

وفي الحب، تأتي القمة الكبرى حين تحب للآخرين ما تحب لنفسك. هذه القاعدة الذهبية هي أساس كل علاقة إنسانية ناجحة. حين تضع نفسك مكان الآخر، وتنظر إليه بعين المساواة والعدل، تصبح العلاقات أكثر نقاءً وتماسكًا، ويتحول المجتمع إلى كيان يتنفس المحبة بدل الصراع.

لكن كل هذه القيم لا تكتمل إلا إذا كانت غايتها مرضاة الله. أن تعمل كل ذلك لوجه الله هو ما يعطي لهذه الفضائل معناها الأعمق وقيمتها الأسمى. حين يكون الله هو الدافع، تتحول أفعالك إلى عبادة، ويصبح التسامح، والوصل، والإحسان، والحب طريقًا يقودك إلى السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة.

العالم اليوم بحاجة ماسة إلى هذه القيم.. ليس مجرد حاجة فردية، بل ضرورة لبناء مجتمعات متماسكة تعيد للإنسان إنسانيته.

هذه القيم ليست رفاهية، بل ضرورة لنحيا بسلام، ونمنح الآخرين الأمل في غد أفضل. لنبدأ بأنفسنا، ولنكن سفراء لهذه القيم، لعلنا نصنع عالمًا أقرب لما أراده الله لنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights