خطأ قاتل أطاح بمحمد السنوار.. انفصل عن الأسرى فاقتربت نهايته

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلاً عن مصادر أمنية، عن مقتل محمد السنوار، الشقيق الأصغر ليحيى السنوار وأحد أبرز القادة العسكريين في حركة حماس، خلال اجتماع سري رصدته الاستخبارات الإسرائيلية جنوب قطاع غزة، بمشاركة عشرة من قيادات الحركة.
ووفق صحيفة معاريف العبرية، فقد ارتكب محمد السنوار “خطأ قاتلاً” حين دعا إلى اجتماع مغلق مع كبار قادة جناحه العسكري في نفق يقع تحت مجمع المستشفى الأوروبي في خان يونس، دون وجود أسرى مدنيين بالقرب منه. غياب هؤلاء الذين يستخدمهم قادة حماس كدروع بشرية، منح إسرائيل ما وصفته الصحيفة بـ”الفرصة الذهبية” لتحديد موقعه بدقة وتنفيذ ضربة جوية مركزة على مداخل النفق، ما أدى إلى مقتله مع عدد من قادة حماس البارزين.
وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، سارع إلى المصادقة على الضربة، التي استخدمت فيها عشرات القنابل الجوية، في عملية قد تمثل – بحسب مصادر إسرائيلية – نقطة تحول في سير العمليات العسكرية في قطاع غزة، وربما بداية لانهيار البنية القيادية للجناح العسكري لحماس.
تقول الصحيفة إن السنوار كان من أشد المعارضين لأي تقدم في مفاوضات تبادل الأسرى، وشهدت علاقته توتراً واضحاً مع قادة حماس في الخارج، الذين فضّل الأميركيون التفاوض معهم مباشرة، متجاوزين السنوار. وبلغ التوتر ذروته بعدما وافق قادة الخارج على الإفراج عن الجندي الأميركي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر، دون مشاورته، ما أثار غضبه ودفعه إلى تنظيم اجتماع عاجل مع رجاله، بعيداً عن مواقع احتجاز الأسرى.
هذا “الاجتماع السري” – بحسب الصحيفة – كان الثغرة الأمنية التي استغلتها إسرائيل لتصفية أحد أبرز المطلوبين لجهاز الشاباك والجيش الإسرائيلي، الذي تتهمه تل أبيب بالتخطيط لهجوم 7 أكتوبر 2023.
ورغم التقارير التي تتحدث عن مقتل السنوار، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية أن عمليات التحقق من نتائج الغارة ما زالت جارية، وأنه لم يُعثر حتى الآن على جثته بشكل رسمي. في المقابل، لمح وزير الدفاع كاتس في تصريحات السبت إلى أن السنوار ربما لقي حتفه بالفعل، دون تأكيد قاطع.