وكيل الأزهر الأسبق: الشعب المصري كله جيش ومحاربة الفساد مسؤولية الجميع

ألقى عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، وكيل الأزهر الأسبق، خطبة الجمعة بالجامع الأزهر، والتي جاءت تحت عنوان “الناس في مواسم الطاعة بين الواقع والمأمول”.
وأكد شومان أن النبي ﷺ كان يستقبل الأشهر الحرم استقبالًا خاصًا، حيث كان يدعو قائلاً: “اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبارك لنا في رمضان”، مشيرًا إلى أن هذه الأشهر تمثل مواسم للطاعة، يجب أن يستغلها المسلم لمراجعة النفس والعودة إلى طريق الحق.
وأوضح فضيلته أن هذه الأيام المباركة تعد فرصة للتأمل في السلوكيات السائدة داخل المجتمع، والتي بات بعضها لا يتماشى مع قيم الإسلام وتعاليمه السمحة، حيث انتشرت بعض الظواهر السلبية كالعنف، والقتل، والترويع، وهي ممارسات لا تعبر عن حقيقة المجتمع الإسلامي، بل تعكس خللًا في التربية، مشددًا على أن القيم الإسلامية تدعو إلى التكافل والتضامن الإنساني، وليس إلى الفوضى والتعدي على حقوق الآخرين.
جرائم القتل والتمثيل بالجثث إفساد في الأرض
تطرق وكيل الأزهر الأسبق إلى تفشي ظاهرة العنف والجرائم البشعة التي باتت تهدد الأمن المجتمعي، محذرًا من انتشار جرائم القتل والتمثيل بالجثث، والتي وصفها بأنها “إفساد في الأرض يستوجب العقوبة التي حددها الله من فوق سبع سماوات”.
وأوضح أن قتل النفس من أعظم الجرائم التي تستوجب أشد العقوبات، مشيرًا إلى أن هذه العقوبات التي حددها القرآن الكريم تؤكد مدى خطورة هذه الجرائم، ومع ذلك، لا يزال البعض ينساق خلف شهواته، غير عابئ بعقاب الله، وهو ما يستدعي وقفة جادة من المجتمع لمواجهة هذا السلوك الإجرامي الذي يعصف بأمن واستقرار الأوطان.
وأكد أن هذه النصوص القرآنية كافية لردع كل من تسول له نفسه ارتكاب هذه الجرائم التي تخل بأمن المجتمعات، داعيًا جميع أفراد المجتمع إلى التكاتف لمحاربتها.
السلبيات في المؤسسات التعليمية.. خطر يهدد المستقبل
تطرق الدكتور عباس شومان في خطبته إلى أحد أخطر التحديات التي تواجه المجتمعات الإسلامية، وهو تسلل السلوكيات السلبية إلى المؤسسات التعليمية، معتبرًا ذلك مؤشرًا خطيرًا يجب الانتباه إليه.
وأوضح أن بعض الطلاب في سن مبكرة يمارسون سلوكيات غير مقبولة مثل التنمر والعنف والغش، وسط تبريرات غير مسؤولة من البعض، معتبرًا ذلك “كارثة تربوية تهدد مستقبل الأجيال القادمة”.
وأشار إلى أن المسؤولية لا تقع على المؤسسات التعليمية وحدها، بل يجب على الأسرة أن تقوم بدورها في غرس القيم الأخلاقية في أبنائها، وعدم ترك مسؤولية التربية للمدارس فقط، داعيًا إلى التعاون بين الأسرة والمدرسة في ضبط سلوك الطلاب، ومؤكدًا أن الانشغال بجمع الأموال على حساب متابعة الأبناء هو تقصير جسيم في حقهم.
وأكد أن الغش في الامتحانات هو خيانة للوطن والدين، موضحًا أن السماح للطلاب بالحصول على درجات لا يستحقونها يعد ظلمًا للمجتمع، لأن ذلك يؤدي إلى تخريج أجيال غير مؤهلة، تساهم في إفساد مؤسسات الدولة.
رسالة إلى أعداء الوطن: شعب مصر كله جيش مستعد للتضحية
وجه وكيل الأزهر الأسبق رسالة قوية لكل من يتربص بمصر، قائلًا: “جيش مصر ليس فقط الجنود الذين يرتدون الزي العسكري، بل شعب مصر بأكمله جيش مستعد للتضحية والدفاع عن وطنه مهما كلفه ذلك”.
وأكد أن المصريين على قلب رجل واحد، وسيظلون صفًا متماسكًا في وجه كل من يحاول النيل من وطنهم، داعيًا إلى تعزيز روح الوحدة والتكاتف بين أبناء الشعب، لمواجهة التحديات والمخاطر التي تحيط بالبلاد.