طرد نائب ديمقراطي بعد مقاطعته خطاب ترامب.. احتجاج أم استعراض؟

شهد الكونغرس الأمريكي لحظات من التوتر خلال إلقاء الرئيس دونالد ترامب خطابه المشترك أمام المجلس، حيث تم طرد النائب الديمقراطي آل غرين من تكساس بعد تعطيله المستمر للجلسة ورفضه الانصياع لتحذيرات متكررة بضرورة الالتزام بالنظام.
وبدأت الواقعة عندما قاطع غرين خطاب ترامب، رافعًا عصاه بطريقة أثارت الانتباه، ما أدى إلى استياء واسع داخل القاعة. وبعد عدة محاولات لتهدئته، تدخل رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، الذي أعلن أن النائب يواصل التعطيل المتعمد وانتهاك النظام، وأمر سلطات إنفاذ القانون بإخراجه من القاعة لاستعادة النظام.
يعد آل غرين من الأصوات الديمقراطية الأكثر معارضة لترامب، وسبق أن دعا مرارًا لعزله خلال ولايته السابقة. ويطرح سلوكه في الجلسة تساؤلات حول دوافعه الحقيقية: هل كان يعبر عن احتجاج حقيقي ضد سياسات الرئيس الجمهوري، أم أن تصرفه كان محاولة لاستعراض سياسي أمام وسائل الإعلام؟
بعض المحللين يرون أن غرين أراد إيصال رسالة مباشرة بأن الديمقراطيين لن يبقوا صامتين أمام سياسات ترامب، خصوصًا في ظل الاستقطاب السياسي الحاد داخل واشنطن. فيما يرى آخرون أن طريقته في الاحتجاج لم تكن مناسبة، بل منحت الجمهوريين فرصة لاتهام الديمقراطيين بإثارة الفوضى داخل المؤسسات الحكومية.
الحادثة جاءت في وقت حساس، حيث يسعى ترامب إلى تعزيز موقفه السياسي وسط انقسامات داخلية حادة، بينما يحاول الديمقراطيون استغلال أي فرصة لانتقاد سياساته. ومن المرجح أن تؤدي هذه الواقعة إلى تصعيد في المواجهة السياسية بين الطرفين، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث يسعى كل طرف لتوجيه رسائل قوية إلى الناخبين.
وبينما لم يعلق غرين رسميًا على الحادثة حتى الآن، فإن تصرفه يعكس عمق الخلافات بين الحزبين، ويؤكد أن الكونغرس الأمريكي سيظل ساحة لمعركة سياسية مفتوحة في الفترة القادمة.