بعد انتحار شاب.. أمين الفتوى يوضح حكم المنتحر في الدين.. وعالم كيميائي: حبة الغلة ليس لها مضاد للتسمم

كتب- محمود عرفات
نشر الشاب مصطفى محمد وهو أحد أبناء قرية برمبال القديمة بمحافظة الدقهلية، فيديو بث مباشر على صفحته الشخصية على فيسبوك بعد تناوله حبتين غلة، ليروي سبب انتحاره، حيث ذكر في الفيديو: «أنا خدت حباية الغلة دلوقتي وذنبي في رقبة كل حد ظلمني، مش مسامح أي حد ظلمني».
ديون وظلم.. أسباب الانتحار
وبحسب ما ذكر “المنتحر” فإنه قد قد أقدم على فعله بسبب تعرضه لضغوطات تتعلق بتراكم الديون عليه، ووقوعه تحت طائلة الظلم من أحد الناس، ما آل به إلى ضغوطات نفسية كبيرة أوصلته إلى حالة من اليأس، حيث قال له أحد أصدقائه على سبيل الدعابة في تعليق على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “اشرب حبايتين غلة واخلص”، ما حدا به أن يخرج في بث مباشر ويؤكد أنه تناول حبتين من الغلة، قائلًا: “ذنبي في رقبة أي واحد ظالمني وجه عليٍ”.
بعد هذه الواقعة التي تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي كثرت الأقاويل حول الشرعي إيذاء المنتحر، وهل يعد كافرا أم أنها معصية مردها إلى الله، هذا بالإضافة إلى أن الكثير لا يعرف شيئا عن “حبة الغلة”، وتأثيرها على حياة الإنسان.
وفي هذا الإطار يستعرض موقع وجريدة “اليوم” الحكم الشرعي للمنتحر، بالإضافة إلى معلومات عن حبة الغلة.
حكم الانتحار
أما بشأن الحكم الشرعي إيذاء المنتحر، فقد قال الدكتور علي فخر الدين أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية إن ما فعله الشاب مصطفى أمر محزن ومبكي وما يدل على مدى الظلم الذي وقعه عليه حتى وصل إلى هذا الحال، مؤكدًا أن الانتحار حرام شرعًا وهو ثابت بالكتاب والسنة وبإجماع المسلمين سلفا وخلفا، لأن الإنسان منا لا يملك نفسه على وجه الحقيقة، مستشهدا بالآية الكريمة “ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما” ، وكذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “ومن قتل نفسه بشيء يعذب به”.
هل المنتحر كافر؟
وعن كون المنتحر كافر خارج من الملة لأنه أزهق روحه قال في تصريح خاص لجريدة “اليوم” إن الانتحار طامة كبرى وإثم عظيم، لكن على أي حال لا يمكن لأحد أن يخرج المنتحر من الإسلام ويقول عنه أنه خارج عن الملة، بل يعامل كغيره من المسلمين من حيث تغسيله وتكفينه والصلاة عليه وما إلى ذلك، مؤكدًا أن ما يشاع على مواقع التواصل الاجتماعي من حيث القول بكفر المنتحر عبث في دين الله، وتجرؤ على ما لم يقله الله ورسوله.
الرضا بالقضاء والقدر
وتابع أمين الفتوى أنه لا بد أن نكف عن مشاركة منشور هذا الشاب على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من باب قول الله تعالى: “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”، مؤكدًا أن مثل هذا الأمر تحض الشباب على اليأس من روح الله والسخط على ما يسوقه الله سبحانه وتعالى من أقداره.
وأشار قائلا: الدنيا دار ابتلاء والمسلم منا مطالب أن يؤمن بالقدر خيره وشره حلوه ومره كما في الحديث، ولو أن كل شاب أذاقته الدنيا شيئا من شقائها لما استطعنا أن نوقف أحد عن هذه المعصية الكبيرة، ولنا في الأنبياء والمرسلين العبرة والعظة في الصبر على البلاء والرضا بقضاء الله وقدره.
ما هي حبة الغلة؟
تعد حبة الغلة من الأقراص التي اعتمد عليها كثير من الشباب خلال السنوات الأخيرة، وذلك في سبيل إنهاء حياتهم، لكونها سريعة المفعول، باهظة الثمن.
حبة الغلة.. سم قاتل
وفي إطار الحديث عن حبة الغلة وتأثيراتها قال محمد عبد الرحمن أستاذ الكيمياء الحيوية بكلية العلوم جامعة بني سويف إن حبة الغلة إذا ما أردنا أن نبسط الأمور بعيدا عن المصطلحات العلمية فإنه يعد غاز فيه سم قاتل يفتك بالإنسان فور دخولها الجوف، مشيرًا إلى أن ذلك يعود إلى احتوائها على مادة الألومنيوم التي ما إن تتعرض للرطوبة حتى تتغير وتصبح فوسفين، مؤكدا أن المليجرام فقط من ذلك الغاز يستطيع أن يقتل الأطفال أصحاب عشر سنوات، مؤكدا أن حبة الغلة بلاء عظيم.
تبخر في الهواء
وعن أوصاف حبة الغلة وسرعة تأثيرها قال أستاذ الكيمياء الحيوية في تصريح خاص لجريدة “اليوم” إن خطورة حبة الغلة تكمن في قدرتها على التبخر السريع، وهو ما يجعلها تتكتل مع الهواء حتى تصبح غازا سامًّا قادرا على أن يفتك بحياة الإنسان في مدة لا تتجاوز عشرة أيام.
سبب صُنع حبة الغلة
ولفت “عبد الرحمن” إلى أن كثير ما يتساءل الناس لماذا حبة الغلة وجدت من الأساس، وهذا يعود إلى أنها كانت حبيسة غرف الإعدام في الماضي، حيث كانت إحدى وسائل التعذيب، بدلا من أن يتم شنق المحكوم عليه بالإعدام يجعلونه يستنشق البخار الذي يخرج من حبة الغلة؛ ما يؤدي إلى اختناق وتجلط في الدم وتأثير كل عضو في الجسم من هذا البخار، ما يجعله موت بالبطيء.
وتابع: “برغم كل هذا الأسى الذي تعيشه الأسر الذين ودعوا أولادهم من هذا الداء اللعين ما زال الناس في الريف يبتاعونه بثمن قليل لا يتجاوز بضع جنيهات، وكأن حياة الإنسان بهذا الرُخص”.
حظر تداول وبيع جبة الغلة
وأوضح أستاذ الكيمياء الحيوية أن حبة الغلة وتأثيراتها ليس لها أي مضاد للتسمم، أو علاج دوائي يحد من اتتشار سمها داخل الجسم، وهذا ما يجعلها الأكثر خطورة من جميع المبيدات الحشرية، مؤكدًا أن تداولها وبيعها من الأمور المحظورة ويمنع بيعها من غير آليات وضوابط.
أعراض حبة الغلة
ولفت إلى أن الإنسان قد يتناولها من دون قصد، أو أن يتعمد البعض أذيته من خلالها فلا بد عليها أن يتعرف على أعراضها حتى لا يكون عرضة للوقوع للضرر، وذكر من أعراضها: إرهاق شديد وتكسير في عظام الجسد، بجانب صعوبة التنفس والشعور بالرغبة في الغثيان مع إسهال برودة في أعضاء الجسم لا سيما الأطراف.