نصر الله: مجزرتي الثلاثاء والأربعاء نعتبرها إعلان حرب
تحدث الأمين العام لحزب الله “حسن نصر الله” اليوم- الخميس- في خطاب جماهيري، انصب معظمه على تفجيرات أمس وأمس الأول في لبنان، فقال: ما جرى خلال اليومين الماضيين يستدعي تقييما وموقفا.
ووجه الشكر للحكومة اللبنانية ووزارة الصحة ومؤسسات الدفاع المدني الذين أبلوا بلاء حسنا، ولأهل لبنان الذين عبروا عن مشاعر صادقة بعيداً عن الخلافات القائمة.
وتحدث “نصر الله” في تفاصيل ماحظث فقال: العدو الإسرائيلي استهدف آلاف أجهزة البيجر وتجاوز كل القوانين والضوابط والخطوط الحمراء، وعبر تفجيرات البيجر الثلاثاء كان العدو الإسرائيلي يريد قتل 4000 إنسان في دقيقة واحدة ومن في محيطهم، وعلى مدى يومين كان العدو الإسرائيلي يريد أن يقتل نحو 5000 إنسان في دقيقتين دون أي اعتبار.
وأكد أن: بعض أجهزة البيجر كانت بعيدة عن مستخدميها وبعضها لم يتم توزيعه من الأساس.
ووصف “نصر الله” الحدث بالإرهاب، فقال: ما جرى عملية إرهابية كبرى وسنتبنى تعريف ما حدث يومي الثلاثاء والأربعاء كمجزرتين. وأضاف: يمكن أن نطلق على ما حدث يومي الثلاثاء والأربعاء أنه إعلان حرب.
وحول بحث تفاصيل الأمر وتداعياته، قال: شكلنا لجان تحقيق داخلية متعددة فنية وتقنية وأمنية وهي تدرس كل الفرضيات، ووصلنا إلى نتيجة شبه قطعية بشأن ملابسات التفجيرات ولكن ننتظر التأكد منها، وسنصل خلال وقت قصير إلى نتائج يقينية بشأن التفجيرات، ومجمل هذا الملف من المنتج إلى المستهلك إلى لحظة التفجير هو محل تحقيق ليبنى على الشيء مقتضاه.
وتابع: لا شك أننا تعرضنا لضربة كبيرة أمنيا وإنسانيا وغير مسبوقة في تاريخ المقاومة في لبنان، ونعرف أن للعدو تفوقا على المستوى التكنولوجي لأنه يحظى بدعم أمريكي ودعم الناتو.
وأضاف: طبيعة الحرب أنها سجال ويوما الثلاثاء والأربعاء كانا بالنسبة لنا يومين ثقيلين، وهذه الضربة الكبيرة والقوية لم تسقطنا ولن تسقطنا، وسنصبح أشد صلابة وعزماً وعوداً وقدرة على تجاوز كل المخاطر.
وتحدث عن خسائر العدو وهزائمه فقال: عندما يقول العدو أن ما يجري في الشمال هو أول هزيمة تاريخية “لإسرائيل” دليل آخر على فعالية جبهتنا، وكل القوات التي دفع بها العدو إلى الشمال تؤكد مواجهته تهديداً حقيقياً على هذه الجبهة.
وأضاف: العدو اعترف بخسارة الشمال ما اضطر “نتنياهو وجالانت” إلى إيجاد حل لهذه الجبهة التي تعتبر إحدى أهم جبهات الاستنزاف، وجبهتنا هي من أهم أوراق التفاوض التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية من أجل وقف العدوان على غزة.
وعلى الرغم من كل ما حدث، تمسك “نصر الله” بموقف المقاومة اللبناتية الصلب في دعم غزة ومقاومتها، وأوضح ذلك في خطابه، فقال: يوم الثلاثاء وصلت رسائل عبر قنوات رسمية وغير رسمية بأن هدف الضربة وقف الإسناد لغزة، المقاومة تمسكت بموقفها وهدفها وهذا ما يفسر لجوء العدو إلى أعلى مستوى إجرامي يمكن أن يذهب إليه، وقد تم تبليغنا عبر قنوات رسمية وغير رسمية تهديدات بالمزيد من الضربات في حال لم نوقف إطلاق النيران.
وأضاف: نقول للعدو جبهة لبنان لن تتوقف ما لم يتوقف العدوان على غزة، ورغم التضحيات والشهداء ورغم كل العواقب فلن تتوقف المقاومة عن مساعدة أهل غزة والضفة.
وتحدث عن ضحايا التفجيرات، فقال: نرى صبرا عظيما ومعنويات عالية لكل المصابين في المستشفيات وجرحى المقاومة مصرون على مهمتهم.
وأشار بأصابع الاتهام للعدو وأهدافه الخبيثة، فقال: العدو كان يريد ضرب نظام القيادة والسيطرة بما يشيع حالة فوضى في بنية المقاومة وهذا لم يحصل لحظة واحدة، فالتفجيرات الواسعة لم تؤثر على بنية المقاومة وكانت جهوزيتها عالية على الأرض توقعًا لأي عمل عسكري، ويعتقد العدو أنه متفوق بالذكاء التكنولوجي لكن ما فعله عبر التفجيرات كشف أنه على درجة عالية من الغباء.
ووجه “نصر الله” حديثه لحكومة الاحتلال: لن تستطيعوا إعادة المستوطنين إلى مستعمرات الشمال وافعلوا ما شئتم والسبيل الوحيد هو وقف العدوان على غزة، وما ستقدمون عليه من تصعيد سيبعد فرصة عودة أولئك السكان إلى الشمال.
كما استهزأ بحديث قادة الاحتلال عن اجتياح لبنان، فقال: هم يتحدثون عن إقامة حزام أمني داخل الأراضي اللبنانية ونحن نتمنى أن يحاولوا ذلك، وأي دخول للأراضي اللبنانية نعتبره فرصة تاريخية ستكون لها تأثيرات كبرى على المعركة، فنحن “عم نفتش على دباباتهم بالسراج والفتيلة” وحين يأتون إلينا فأهلاً وسهلاً وسنعتبر هذا التهديد فرصة تاريخية نتمناها، وسيتحول إلى جحيم وفخ لجيشكم، وستجدون أمامكم المئات من الجرحى الذين استهدفتموهم.
وجاء الثأر أحد أهم محاور حديث “نصر الله”، حيث قال: ما حدث يومي الثلاثاء والأربعاء سيواجه بقصاص عادل وحساب عسير ولن أتحدث عن وقت ولا مكان، وبالنسبة للحساب العسير فالخبر هو فيما سترونه لا فيما ستسمعون ونحتفظ به في أضيق دائرة، وبيننا الأيام والليالي وقد تكون السنوات، لكن نتيجتها واضحة.
واختتم خطابه بدعوات الثبات، فقال: نتمنى أن يعين الله شعبنا في غزة والضفة الذي يتعرض للإبادة أمام أعين العالم.