حوادث

“سُم ورسالة غامضة”.. كيف أنهت معلمة البساتين حياتها في صمت؟

داخل شقة صغيرة بمنطقة البساتين، كانت هناك قصة تُكتب سطورها الأخيرة بصمت .. لم يكن هناك صراخ أو استغاثة، فقط جسد هامد ورسالة غير مكتملة، وكأن صاحبتها كانت تحاول أن تبوح بشيء لكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة..

كانت “ن.م”، معلمة في عقدها الثالث، تجلس في زاوية غرفتها، تحدّق في الفراغ كمن يحمل فوق كتفيه جبالًا من الهموم، لم يكن أحد يعلم أن هذه الليلة ستكون الأخيرة في حياتها، وأن قرارها قد حُسم في صمت، بعيدًا عن أعين الجميع.

بلاغ يهز الهدوء:

تلقى قسم شرطة البساتين بلاغًا من الجيران عن وجود جثة سيدة داخل إحدى الشقق، لم يتوقع أحد أن يكون خلف هذا البلاغ مأساة صادمة..

عند فتح الباب، كان المشهد صادمًا؛  امرأة في الثلاثينيات، ترتدي كامل ملابسها، مستلقية على الأرض بلا حراك، لا جروح، لا آثار عنف، فقط علبة صغيرة تحوي بقايا مادة سامة ورسالة بخط يدها لم تكتمل، وكأنها كانت تحاول أن تكتب وصيتها لكن ترددت.

رحيل بلا وداع:

مع بداية التحقيقات، بدأت الخيوط تكتشف، فكانت الضحية تعمل معلمة، وعُرفت بين زملائها بالهدوء والانطواء في الأيام الأخيرة، فالتحريات أكدت أنها كانت تعاني من مشاكل مادية وأزمات أسرية متلاحقة جعلتها تدخل في حالة نفسية سيئة.

كاميرات المراقبة هنا لم ترصد دخول أو خروج أي شخص غريب، مما عزز فرضية أنها اختارت هذه النهاية بنفسها. لكن السؤال الأهم ظل معلقًا، لماذا الآن؟ ولماذا بهذه الطريقة؟

رسالة لم تكتمل وإجابات غائبة:

الورقة التي وُجدت بجانبها لم تكن سوى سطور متقطعة، لم تفصح عن الكثير، لكنها حملت شعورًا عميقًا بالخذلان واليأس، فهل كانت تبحث عن مخرج من أزماتها؟ أم أن هناك ما لم يتم كشفه بعد؟

تحرّر محضر بالواقعة، ولا تزال التحقيقات جارية، لكن الحقيقة الوحيدة المؤكدة حتى الآن هي أن هذه الليلة كانت الأخيرة في حياة المعلمة، التي رحلت بصمت، تاركة وراءها أسئلة بلا إجابة ورسالة لم تُكملها يدها المرتجفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights