نتنياهو: غيّرنا وجه الشرق الأوسط وإسرائيل ترفض خطة غزة

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، أعلنت إسرائيل رفضها للخطة المصرية المتعلقة بقطاع غزة، رغم دعمها من قبل القمة العربية الطارئة التي عُقدت أمس في القاهرة. يأتي ذلك بينما تواصل تل أبيب توغلها في سوريا وترفض الانسحاب الكامل من جنوب لبنان، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في المنطقة.
صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، بأن إسرائيل تمتلك القدرة على العودة للحرب متى دعت الحاجة، زاعماً أن قواته وصلت إلى قمة جبل الشيخ، وهو ما اعتبره “تحولاً في وجه الشرق الأوسط”.
وأضاف خلال مراسم تنصيب رئيس الأركان الجديد للجيش الإسرائيلي أن تل أبيب تتلقى دعماً عسكرياً متزايداً من الولايات المتحدة، مشدداً على أهمية تحقيق أهداف الحرب بالكامل. كما أشار إلى أن تعزيز الصناعات العسكرية الإسرائيلية سيساهم في تقليل الاعتماد على السلاح المستورد.
وفي سياق حديثه، ادعى نتنياهو أن إسرائيل تخوض معارك على سبع جبهات مختلفة، مؤكداً أن نتائج هذه المواجهات ستكون لها تداعيات استراتيجية تمتد لأجيال مقبلة. كما أشار إلى جهود حكومته في إعادة الأسرى المحتجزين، مؤكداً التزامه بإعادتهم جميعاً.
تزامناً مع تصريحات نتنياهو، أكدت إسرائيل رفضها للخطة المصرية بشأن غزة، التي تبنتها القمة العربية، مشيرة إلى أنها لا تعالج “حقيقة الوضع” في القطاع، ومؤكدة موقفها الرافض لعودة حماس إلى الحكم هناك أو تسليم الإدارة للسلطة الفلسطينية، ما يترك مستقبل غزة مجهولاً.
أما في سوريا، فتشير تقارير إلى أن إسرائيل تعمل على استمالة الأقلية الدرزية بهدف التأثير على المشهد الداخلي، في ظل استمرار انتشار قواتها في أكثر من عشر نقاط داخل المنطقة العازلة بمرتفعات الجولان المحتل. وقد عززت قواتها سيطرتها على الجانب الشرقي من جبل الشيخ، حيث برّر نتنياهو هذه التحركات بأنها “إجراءات دفاعية” لمواجهة أي تهديدات محتملة.
وفي لبنان، وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع حزب الله في 27 نوفمبر 2024 بوساطة أميركية، لا تزال إسرائيل تشن غارات جوية على مواقع عدة في الجنوب والشرق اللبناني، بحجة استهداف منشآت عسكرية تابعة للحزب.
ورغم أن الاتفاق نصّ على انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان خلال 60 يوماً، تم تمديد المهلة حتى 18 فبراير. لكن مع انتهائها، أبقت إسرائيل على وجودها في خمس نقاط استراتيجية على طول الحدود، ما أثار احتجاجاً لبنانياً اعتبر استمرار هذا التواجد “احتلالاً”.