ملتقى الأزهر للخط والزخرفة يواصل فعالياته بورش تفاعلية ومعارض فنية

يواصل ملتقى الأزهر الشريف للخط العربي والزخرفة فعالياته لليوم الثالث على التوالي، حيث شهد اليوم الثلاثاء تنظيم محاضرة وورشة عمل متخصصة تحت عنوان “الخط الكوفي ووسائل تنفيذ اللوحة الخطية”، وذلك داخل قاعة الرواق العباسي بالجامع الأزهر، وسط حضور لافت من محبي الفنون الإسلامية وعشاق الخط العربي.
يهدف الملتقى، الذي يستمر حتى 25 فبراير الجاري، إلى تسليط الضوء على فنون الخط العربي، ودورها في الحفاظ على الهوية الإسلامية والعربية، من خلال تقديم مجموعة من الورش التفاعلية والمحاضرات التي تجمع بين المعرفة التاريخية والتدريب العملي، بمشاركة نخبة من الخطاطين والفنانين من مصر والعالم العربي.
الخط الكوفي.. جمال فريد وتراث خالد
شهدت ورشة العمل، التي أدارها الأستاذ عصام عبد الفتاح، أستاذ الخط الكوفي وعضو هيئة التدريس برواق الخط العربي والزخرفة، تفاعلًا واسعًا من الحضور، حيث تناولت الورشة تاريخ الخط الكوفي، وأبرز مراحله وتطوراته، وطرق استخدامه في كتابة المصاحف وتزيين العمارة الإسلامية.
وأكد عبد الفتاح خلال حديثه أن الخط الكوفي يتميز بجماله الهندسي الفريد، وارتباطه العميق بالفن الإسلامي، مشيرًا إلى أن إتقان هذا النوع من الخطوط يتطلب دراسة دقيقة لقواعده، وممارسة مستمرة لتحقيق التناغم البصري بين الحروف والتصميم العام.
كما شدد على أهمية فهم الأصول التاريخية لهذا الخط، ودوره في التعبير عن الهوية الثقافية والفنية للمجتمعات الإسلامية على مر العصور.
وأتاح الملتقى للمشاركين فرصة التعرف على تقنيات حديثة لتنفيذ اللوحات الخطية، مع التركيز على عناصر التوازن البصري والتكوين الفني، وهو ما انعكس في حماسة الحضور، الذين عبروا عن تقديرهم لهذه الفرصة التعليمية القيمة، خاصة في ظل ندرة الورش المتخصصة في هذا النوع من الفنون.
لوحات فنية تجمع بين الأصالة والإبداع الحديث
لم يقتصر الملتقى على الورش والمحاضرات فقط، بل تميز أيضًا بمعرض فني يضم مجموعة من اللوحات الخطية والزخرفية المنتشرة في صحن الجامع الأزهر وأروقته، حيث تنوعت الأعمال المعروضة بين لوحات تقليدية تحافظ على القواعد الكلاسيكية للخط العربي، وأخرى تمزج بين الأصالة واللمسات الإبداعية الحديثة، مما أضفى على المعرض طابعًا مميزًا يجمع بين الماضي والحاضر.
وقد لاقت الأعمال الفنية إعجاب الجمهور، الذين أشادوا بدقة التكوينات الخطية وجماليات الزخرفة، معتبرين أن هذا الملتقى فرصة نادرة لمشاهدة أعمال فنية متميزة، والتفاعل مع نخبة من الخطاطين المحترفين الذين يثرون المشهد الفني الإسلامي.
تجربة روحانية وثقافية في قلب الأزهر الشريف
أعرب عدد من الحاضرين عن سعادتهم بالمشاركة في هذا الملتقى، مشيرين إلى أن التفاعل المباشر مع خبراء الخط العربي يتيح لهم فرصة فريدة لصقل مهاراتهم الفنية، إلى جانب تعزيز ارتباطهم بالتراث الإسلامي العريق.
وأكد عدد من المشاركين أن عقد الملتقى داخل الجامع الأزهر، أحد أعرق المؤسسات الدينية والتعليمية في العالم الإسلامي، يضفي على التجربة بعدًا روحانيًا وثقافيًا عميقًا، حيث يشعرون بأنهم جزء من مسيرة تاريخية للحفاظ على أحد أهم الفنون الإسلامية ونقله إلى الأجيال الجديدة بأساليب تعليمية متطورة.
الأزهر ودوره في حفظ التراث الفني الإسلامي
يُعقد ملتقى الأزهر الشريف للخط العربي والزخرفة في الفترة من 16 حتى 25 فبراير الجاري، بمشاركة نخبة من الخطاطين والفنانين من مختلف الدول العربية والأجنبية، ويشمل معارض فنية، وورش عمل، ومحاضرات، في خطوة تعكس اهتمام الأزهر الشريف بالحفاظ على التراث الفني الإسلامي، وتقديمه للأجيال القادمة بأساليب تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
ويؤكد الملتقى على دور الأزهر كمؤسسة علمية وثقافية رائدة في نشر الفنون الإسلامية الراقية، وتعزيز الوعي بأهمية الخط العربي والزخرفة الإسلامية باعتبارهما جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية الإسلامية، ما يسهم في إبراز جماليات هذا الفن الأصيل وترسيخه في نفوس الأجيال الجديدة.