حب آل البيت.. عقيدة راسخة في قلوب المصريين

أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن حب آل بيت رسول الله ﷺ متجذر في وجدان المصريين منذ فجر الإسلام حيث يظهر هذا الحب العميق في الإقبال الكبير على مساجد آل البيت مثل مسجد الإمام الحسين، والسيدة زينب، والسيدة نفيسة، وغيرها من المزارات التي تحظى باهتمام ورعاية كبيرة من الدولة المصرية.
وأوضح الدكتور أحمد عمر هاشم، خلال حديثه في برنامج “بيوت النبي” المذاع على قناة “الناس”، أن هذا الاهتمام ليس مجرد تقليد ديني بل هو تعبير عن التقدير والعرفان لرسول الله ﷺ وآل بيته الأطهار الذين كان لهم دور بارز في نشر تعاليم الإسلام في مصر والعالم الإسلامي.
مصر.. ملاذ آل البيت عبر التاريخ
وأشار الدكتور أحمد عمر هاشم إلى أن مصر كانت ولا تزال ملاذًا آمنًا لآل البيت حيث اختار العديد منهم الإقامة بها نظرًا لمكانتها العظيمة ومحبة أهلها لهم. وسجّل التاريخ صفحات مشرقة عن عمق ارتباط المصريين بآل البيت حيث كانوا دائمًا في مقدمة المدافعين عنهم والمحبين لهم.
وأضاف أن الاحتفاء بآل البيت في مصر ليس وليد العصر الحديث، بل هو امتداد طبيعي لعلاقة المصريين الخاصة بهم عبر العصور، حيث ظلّت محبتهم تترسخ جيلاً بعد جيل، وتنعكس في المناسبات الدينية والاحتفالات التي تقام تكريمًا لذكراهم العطرة.
مكانة آل البيت.. احترام وإجلال في كل زمان
وفي حديثه عن المكانة العظيمة لآل البيت في الإسلام استشهد الدكتور أحمد عمر هاشم بالقصة الشهيرة للإمام علي زين العابدين، حفيد الإمام الحسين رضي الله عنه، حين زار بيت الله الحرام وأراد استلام الحجر الأسود.
وروى أن الأمير هشام بن عبد الملك حاول استلام الحجر الأسود قبله، لكنه لم يستطع بسبب الزحام الشديد واضطر حراسه إلى نصب سلم له. ولكن عندما دخل الإمام علي زين العابدين انشقّ له الطواف تلقائيًا وفتح له الناس الطريق حتى استلم الحجر بسهولة في مشهد يعكس الاحترام والتقدير الفطري لآل البيت.
وأشار إلى أن هذا الموقف أثار دهشة أهل الشام، فسألوا هشام بن عبد الملك: “من هذا الرجل؟”، فأراد أن يخفي الحقيقة وقال متجاهلًا: “لا أعرفه”.
وهنا، انتفض الشاعر الفرزدق، ورد عليه بأبياته الخالدة التي حفظها التاريخ:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأتهُ … والبيت يعرفه والحلُّ والحرمُ
هذا ابنُ فاطمةٍ إن كنتَ تجهلهُ … بجدهِ أنبياءُ اللهِ قد خُتموا
وأكد الدكتور أحمد عمر هاشم أن هذه القصيدة ليست مجرد أبيات شعرية، بل شهادة خالدة على عظمة آل البيت ومكانتهم في قلوب المسلمين.
حب آل البيت.. واجب ديني وارتباط وجداني
وشدد الدكتور أحمد عمر هاشم على أن حب آل البيت واجبٌ شرعيٌ على كل مسلم، وبغضهم جحود وقربهم نجاة، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: “إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي”.
وأكد أن التمسك بآل البيت يعني التمسك بالهدي النبوي القويم، داعيًا المسلمين إلى تعزيز هذا الارتباط الروحي العميق ليس فقط من خلال المشاعر ولكن أيضًا من خلال الاقتداء بسيرتهم العطرة وأخلاقهم النبيلة التي كانت تجسيدًا حيًا لتعاليم الإسلام في أبهى صورها.
وختم الدكتور أحمد عمر هاشم حديثه بالتأكيد على أن حب آل البيت سيظل نورًا متجذرًا في قلوب المصريين، تعبيرًا عن الوفاء والمحبة لرسول الله ﷺ وأهل بيته الطاهرين.