تقارير-و-تحقيقات

الكهرباء تنتصر على حرارة الصيف.. إنجاز كبير في أول اختبار حقيقي لصيف 2025

الوزارة تزف البشرى للمواطنين بعد الانتصار الساحق: وداعًا لانقطاع الكهرباء

تقرير – محمود عبد العظيم

في وقت يترقب فيه المصريون أداء المرافق الحيوية مع دخول فصل الصيف، أثبتت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة جاهزيتها الكاملة لموسم الحر الشديد، بعد نجاحها في اجتياز أول اختبار حقيقي لصيف 2025، حيث ارتفعت درجات الحرارة لمستويات غير مسبوقة، ومع ذلك لم تُسجّل أي انقطاعات في التيار الكهربائي على مستوى الجمهورية، وهو ما يمثل إنجازًا حقيقيًا وملموسًا يُحسب لقطاع الكهرباء في مصر.

درجات حرارة قياسية.. وأحمال تاريخية على الشبكة القومية

شهدت البلاد خلال الأسبوع الماضي موجة حارة شديدة، وصلت فيها درجات الحرارة إلى ما يقرب من  42 درجة مئوية في عدد من المحافظات، خاصة في مناطق الصعيد والدلتا، وهي ظروف تشكل ضغطًا كبيرًا على استهلاك الطاقة، سواء في المنازل أو المصانع أو حتى في المحال التجارية والمصالح الحكومية.

ومع ارتفاع درجات الحرارة، قفز الحمل الأقصى على الشبكة القومية للكهرباء إلى  35 ألف ميجا وات خلال فترات الذروة، وهو رقم تاريخي، يعكس حجم الاستهلاك الكبير للطاقة في وقت قياسي. ورغم ذلك، لم تسجل أي مناطق حيوية أو سكنية انقطاعات بسبب تخفيف الأحمال أو أعطال فنية، في مشهد يعكس كفاءة إدارة المنظومة واستعداداتها المسبقة.

خطة متكاملة للصيانة والإحلال والتجديد

هذا النجاح لم يكن محض صدفة، بل جاء نتيجة خطة ممنهجة بدأ تنفيذها منذ نهاية صيف العام الماضي، بإشراف مباشر من الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، الذي وجّه بإجراء صيانة شاملة لجميع وحدات إنتاج الكهرباء ورفع كفاءتها التشغيلية، إلى جانب تطوير الشبكات الداخلية، لا سيما في المناطق التي كانت تعاني سابقًا من انقطاعات متكررة.

كما تم تنفيذ خطط إحلال وتجديد مهمات الكهرباء المتهالكة، وتحديث شبكات التوزيع في القرى والمناطق النائية، ما ساعد في رفع كفاءة الشبكة ككل، وتقليل فرص الأعطال المفاجئة التي كانت تحدث بسبب ضغط الحرارة على المعدات.

التنسيق مع قطاع البترول لضمان استمرار الوقود

كان التنسيق الكامل بين وزارة الكهرباء وقطاع البترول، العنصر الحاسم لتأمين احتياجات محطات توليد الكهرباء من الغاز الطبيعي والمازوت، وتوفير كميات كافية دون انقطاع أو تأخير.

فخلال الموجات الحارة، تزداد الحاجة للوقود لتشغيل محطات الكهرباء بكفاءة عالية، ومن هنا جاء التنسيق المستمر على مدار الساعة لتوفير ما يلزم دون اللجوء لأي تخفيف في الأحمال أو تقليص عدد ساعات التشغيل.

تصريحات رسمية تفرح المواطنين: لا تخفيف للأحمال هذا الصيف

وفي تصريحات رصدتها جريدة “اليوم”، قال منصور عبد الغني، المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، إن الوزارة نجحت في أول اختبار حقيقي لصيف 2025، وأنه لا توجد أي نية للعودة إلى سياسات تخفيف الأحمال التي شهدتها بعض فصول الصيف في السنوات الماضية.

وأوضح أن الحمل الأقصى الذي تم تسجيله خلال الأيام الماضية لم يكن مجرد رقم، بل كان تحديًا فعليًا لقدرات الشبكة وكفاءة محطات الإنتاج، مؤكدًا أن “الحديث عن اللجوء لتخفيف الأحمال غير وارد تمامًا هذا العام”.

وأضاف عبد الغني أن الوزارة تعمل على مدار الساعة لتلبية احتياجات المواطنين في جميع القطاعات، سواء السكني أو الصناعي أو التجاري، وهناك فرق فنية جاهزة للتدخل السريع في حالة حدوث أي طارئ.

رفع كفاءة التشغيل وتقليل الاعتماد على الوقود

ولفت عبد الغني إلى أن وزارة الكهرباء تسعى إلى تقليل الاعتماد على الوقود عبر تحسين كفاءة التشغيل، والاتجاه نحو مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، ضمن خطة الدولة للتحول إلى الطاقة النظيفة وتحقيق الاستدامة.

وبدأت وزارة الكهرباء، في إدخال وحدات تشغيل جديدة تعمل بأنظمة تكنولوجية متطورة، تستهلك وقودًا أقل وتنتج طاقة بكفاءة أعلى، وهو ما يُسهم في تقليل الضغط على موارد الوقود الأحفوري، ويعزز من أمن الطاقة في البلاد.

خطة مستقبلية لزيادة القدرات الإنتاجية

وأعلنت الوزارة مؤخرًا عن خطة مستقبلية لزيادة القدرات الإنتاجية للشبكة القومية من خلال إضافة محطات جديدة، وتوسيع مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في عدد من المحافظات، خاصة في مناطق الصعيد والبحر الأحمر، بهدف دعم الشبكة وتحقيق فائض في الإنتاج يمكن تصديره مستقبلًا.

نموذج يُحتذى في إدارة الأزمات

لا شك أن نجاح وزارة الكهرباء في أول اختبار صيفي حقيقي لهذا العام يمثل نموذجًا يحتذى في التخطيط الاستباقي وإدارة الأزمات، حيث تم العمل على جميع المستويات الفنية والإدارية، بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية، لضمان استقرار الشبكة القومية للكهرباء.

ومع دخول فصل الصيف بأيامه الطويلة وحرارته المرتفعة، تبقى أعين المواطنين على أداء هذا القطاع الحيوي، الذي يُعد شريان الحياة لكافة الأنشطة اليومية والاقتصادية في مصر. وما تحقق حتى الآن هو مؤشر إيجابي على جاهزية الدولة لمواجهة تحديات الموسم بكل كفاءة وثقة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights