مكالمة مجهولة وفدية 30 ألف جنيه.. تفاصيل الساعات الأخيرة لاختفاء وقتل الطفل مالك بالخزندارية
كيف قتل الطفل مالك في ساعات مرعبة وسط أهلة بالخزندارية

في قلب قرية الخزندارية شرق التابعة لمركز طهطا في محافظة سوهاج، حيث الهدوء يكسو قرى النيل، حيث يعرف الناس بعضهم بالأسم والوجه وتاريخ الآباء والأجداد .. هز خبر إختفاء مالك أشرف، الطفل الذي لم يتجاوز التاسعة من عمره، ليتحول اختفاؤه إلى لغز محير، ثم إلى مأساة هزّت القرية بأكملها ..
ليلة الرعب في الخزندارية:
في مساء يوم عادي ككل الأيام، خرج مالك يلعب أمام منزله الصغير بنزلة الهريدي التابعة للقرية، لم يكن يحمل سوا ضحكة طفولية لا تعرف الشر، لكن خرج ولم يعد، مرت الساعات ولم يعد .. بدأ القلق يتسرب إلى قلب والدته، الذي شرع بالبحث عنه بين الحقول والبيوت المجاورة، يسأل هذا ويطرق باب ذاك، لكن دون جدوى
مكالمة مجهولة وفدية 30 ألف جنيه:
عند منتصف الليل، تلقى الأب، أشرف رشاد، اتصالًا هاتفياً من رقم مجهول، جاء فيه صوت غليظ بلا رحمة: “ابنك معانا .. مطلوب 30 ألف جنية .. الصبح تكون الفلوس جاهزة وإلا…..”
صمتت الكلمات في حلق الرجل، وتجمد الدم في عروقه .. فلذة كبده رهينة بين أيدي ذئاب بشرية، ووسط ذهوله، انقطع الاتصال، وأُغلق الهاتف؛ حاول الإتصال مرارًا، لكن بلا فائدة
«عشة الموت» .. هنا وُجد مالك جثةً بلا روح:
في الصباح الباكر، ومع تصاعد حدة القلق، هرع رجال المباحث بمركز طهطا، بقيادة العميد علي الكتبي، عقب تلقيهم بلاغًا رسميًا من الأب عن تغيب الطفل، وبدءوا تمشيط المنطقة، وجرى فحص كاميرات المراقبة القليلة في الشوارع والطرقات.
وبعد 24 ساعة من الغياب، عثر أهل الطفل على جثة صغيرة ملفوفة بقطعة قماش، داخل عشة مهجورة خلف منزل الطفل مباشرة، كانت الجثة للطفل مالك أشرف، الذي تغيب منذ ايام ..
الجريمة لم تكن بحاجة لكثير من الشرح .. آثار خنق واضحة حول الرقبة، يدان صغيرتان موثوقتان، عينان مفتوحتان كأنها تودع الدنيا في دهشة من غدر البشر.
صرخة أب مكلوم:
حينما علِم الأب بمصير ابنه، سقط مغشيًا عليه أمام الجثة، لم يتخيل أن تنتهي القصة بتلك القسوة، أي قلب هذا الذي يقتل طفلًا؟ وأي ضمير هذا الذي يساوم على حياة بريء لا يعرف سوى اللهو في أزقة قريته؟
تحقيقات حول الواقعة:
قال أشرف رشاد والد الضحية في التحقيقات كلمات مختنقة بالدمع: “عمري ما دخلت في خصومة مع حد، وما فيش بيني وبين الناس غير الخير، مالك كان روحي”
جهود مكثفة لكشف لغز الجريمة:
أمرت النيابة العامة بنقل الجثة إلى مشرحة مستشفى طهطا العام، وانتداب الطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة بدقة، فيما واصلت مباحث طهطا، بالتعاون مع إدارة البحث الجنائي وقطاع الأمن العام، فحص الدوائر القريبة والمشتبه فيهم.
هل يُكشف الستار قريبًا؟:
حتى اللحظة، لم تعلن الداخلية تفاصيل القبض على الجاني، لكن مصادر مقربة أكدت أن التحريات اقتربت من تحديد هوية المتورط، خاصة بعد تتبع أرقام الهواتف المستخدمة في الاتصال ونتائج فحص الكاميرات، والجميع في القرية في انتظار لحظة القصاص من الجاني، فهذه الحادثة، لم يُقتل مالك وحده، بل قُتلت براءة قرية بأكملها، وهُز ضمير مجتمع.