الاقتصاد في المياه.. عبادة يومية ورسالة دينية لحفظ النعم

أكدت الدكتورة فاطمة عنتر، إحدى واعظات وزارة الأوقاف، أن الاقتصاد في استخدام المياه يُعد بابًا واسعًا للتقرب إلى الله، مشددة على أهمية التوعية الدينية في هذا الشأن من خلال تسليط الضوء على القيم الإسلامية الداعية إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية.
وأوضحت أن الإسلام وضع مبدأ الاقتصاد والاعتدال كأساس في التعامل مع النعم التي منحها الله للإنسان، وعلى رأسها الماء، الذي يُعد مصدرًا أساسيًا للحياة.
وأشارت الدكتورة فاطمة إلى أن الإسلام لم يتوقف عند حث الإنسان على استخدام المياه بعقلانية فقط، بل جعل هذا السلوك جزءًا من الإيمان بالله واستشهدت بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: “لا تسرف في الماء ولو كنت على نهر جارٍ”، مؤكدة أن هذا الحديث الشريف يعكس القيمة الكبرى للماء في الدين الإسلامي وضرورة الحفاظ عليه.
البُعد الديني والبيئي للحفاظ على الماء
أوضحت الواعظة أن الحفاظ على الماء لا يقتصر فقط على تحقيق منافع اقتصادية أو بيئية، بل له أبعاد روحية ودينية عميقة.
الماء نعمة من نعم الله، والاستهانة بها يُعد نوعًا من الكفر بالنعم لذا، فإن الترشيد في استهلاك المياه هو جزء من شكر الإنسان لربه على هذه النعمة العظيمة.
كما شددت على أهمية أن يكون الإنسان قدوة في مجتمعه من خلال ممارسة سلوكيات إيجابية تعكس احترامه للماء، مثل إغلاق الصنبور بعد الاستخدام، إصلاح الأعطال المنزلية التي تؤدي إلى تسرب المياه، وترشيد الري في الحدائق والمزارع هذه الممارسات لا تُظهر فقط حرص الإنسان على النعم، بل تؤكد التزامه بمبادئ الدين الإسلامي.
أهمية التعاون بين المؤسسات الدينية والمجتمعية
دعت الدكتورة فاطمة إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الدينية والجهات المعنية بترشيد استهلاك المياه، مثل وزارات الري والزراعة والبيئة، بهدف نشر التوعية بأهمية الاقتصاد في استخدام المياه.
وذكرت أن الخطب والدروس الدينية في المساجد والمنابر الإعلامية تلعب دورًا كبيرًا في تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى الناس حول استهلاك الموارد الطبيعية.
وأكدت أن الدين الإسلامي يُعتبر مرجعًا أساسيًا في تعزيز القيم السلوكية الإيجابية، بما في ذلك الحفاظ على الماء لذا، فإن تعزيز التوعية الدينية بهذا الشأن يجب أن يكون جزءًا من السياسات العامة للدولة لتحقيق الاستدامة البيئية.
الدعوة لتفعيل المبادرات المجتمعية
أشارت الواعظة إلى أهمية المبادرات المجتمعية في دعم جهود ترشيد استهلاك المياه، مؤكدة أن الدور لا يقع فقط على الحكومات والمؤسسات، بل يمتد ليشمل الأفراد والجماعات. أوصت بإطلاق حملات توعوية تحت شعار “الماء أمانة” تستهدف مختلف فئات المجتمع، خاصة الأطفال والشباب، لتعزيز الوعي منذ الصغر بأهمية هذه النعمة.
رسالة دينية تُجسد قيم الاستدامة
أكدت الدكتورة فاطمة عنتر على أن الاقتصاد في استخدام المياه هو تطبيق عملي لتعاليم الإسلام التي تدعو إلى الوسطية والاعتدال في كل شيء وأكدت أن المسلم الحقيقي هو من يُظهر امتنانه لله من خلال أفعاله اليومية، ومنها الحفاظ على الموارد الطبيعية.
يمكن اعتبار ترشيد استهلاك المياه ليس مجرد واجب ديني أو بيئي فحسب، بل هو رسالة تعبر عن القيم النبيلة للإسلام، وتعكس التزام المسلم بمسؤوليته تجاه نفسه ومجتمعه وبيئته.