قيام الليل: روحانية السحر وعبادة التقرب إلى الله وفق فتاوى دار الإفتاء المصرية

يعتبر قيام الليل من العبادات التي تمنح المؤمن حالة من الطمأنينة، في لحظات السكينة بعيدًا عن صخب الحياة ،تنفرد هذه العبادة بكونها سُنَّةً نبوية ووسيلة للتقرب إلى الله، إذ ينفرد المؤمن بربه يناجيه خاشعًا.
فضل قيام الليل في القرآن والسنة
حظي قيام الليل بمكانة خاصة في النصوص الدينية، حيث يقول الله تعالى: “وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا” (الإسراء: 79) النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، أكد على فضلها، قائلاً: “أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل”.
قيام الليل كطريق لراحة النفس والجسد
لا تقتصر فوائد قيام الليل على الجانب الروحي فقط؛ بل تعزز من صحة القلب، وتساهم في تخفيف التوتر. قيام الليل يمثل لحظة صفاء نفسي تعزز من التزام المسلم بالسلوك القويم، مما يجعل هذه العبادة مصدرًا للراحة النفسية والبدنية.
وقت قيام الليل وفضائل الثلث الأخير
يبدأ وقت قيام الليل بعد صلاة العشاء ويستمر حتى الفجر، إلا أن أفضل أوقاته في الثلث الأخير من الليل، حيث تتنزل الرحمة الإلهية. يتجلى الله في هذا الوقت، ليجيب دعاء الداعين، ويمدهم بالسكينة.
توجيهات دار الإفتاء المصرية حول عدد ركعات القيام
أشارت دار الإفتاء المصرية إلى أنه لا يوجد عدد محدد لركعات قيام الليل، ويجوز أداؤها بركعتين فأكثر. ختام القيام بركعة وتر يُعد من السنة، مع إيضاح أن القيام سنة مؤكدة، يؤجر عليها من يداوم عليها.
كيفية أداء قيام الليل وتنظيم الصلاة والدعاء
يُستحب أن يتم قيام الليل بصلاة ركعتين ركعتين، بحيث يختم المسلم صلاته بوتر. يمكن للمسلم أن يخصص وقتًا للذكر والدعاء إلى جانب الصلاة، بما يحقق له الاستفادة الروحية والتقرب من الله.
النية والنوم قبل قيام الليل
دار الإفتاء أكدت على أن النية تكفي بالقلب ولا تستلزم النطق. ويجوز للمسلم أن ينام قبل القيام، حيث كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يستريح ثم يستيقظ للقيام. إن غلب النوم على المسلم بعد نيته، يُحتسب له الأجر بإذن الله.
فتاوى دار الإفتاء المصرية: توضيحات إضافية حول قيام الليل
أوضحت دار الإفتاء المصرية بعض الأحكام حول قيام الليل، ومنها:
الصلاة في أي وقت من الليل: يجوز أداء القيام في أي ساعة من الليل.
قيام المرأة في البيت: يفضل أن تؤدي المرأة القيام في بيتها حيث تجد فيه الراحة والخشوع.
عدم الانتظام في القيام: عدم الانتظام في القيام لا يُعد ذنبًا؛ فهو نافلة وليس فرضًا، ويمكن للمسلم أداؤه قدر استطاعته.
قيام الليل: نافذة للتقرب إلى الله
يُعد قيام الليل منبعًا للسكينة والتقرب إلى الله. تبرز دار الإفتاء المصرية فضل هذه العبادة كوسيلة لتكفير الذنوب، ورفعة الدرجات، وتبقى وسيلة فعالة لنقاء القلب وتجديد العهد مع الله.