كشفت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع “فيس بوك” تفاصيل حول عدد مرات الأذان لصلاة الجمعة، موضحة أن الأصل في الأذان يكون عند دخول وقت الصلاة وجلوس الإمام على المنبر، وهذا ما كان معمولاً به في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم آنذاك، كان يكفي هذا الأذان الوحيد لتنبيه الناس إلى اقتراب بدء خطبة وصلاة الجمعة، حيث كان يناسب عدد الحضور وأحوالهم.
ومع توسع المجتمع الإسلامي وزيادة أعداد المسلمين، استجدت حاجة لتنبيه الناس مبكراً إلى وقت صلاة الجمعة، ما دفع الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى إدخال أذانٍ ثانٍ قبل الأذان الأصلي، ليتمكن الناس من الاستعداد والتهيؤ للذهاب إلى المسجد قبل بدء الخطبة. أوضحت دار الإفتاء أن هذا التعديل حظي بإجماع الصحابة واستمر عليه المسلمون حتى يومنا هذا دون أي خلاف يذكر.
أدلة وشواهد
استشهدت دار الإفتاء في توضيحها بحديث الصحابي السائب بن يزيد رضي الله عنه، الذي أكد فيه أن الأذان لصلاة الجمعة كان يرفع عند جلوس الإمام على المنبر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، والخليفتين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ولكن الخليفة عثمان رضي الله عنه أدخل الأذان الثاني عندما تزايدت أعداد المسلمين بشكل كبير، بهدف تيسير تجمعهم واستعدادهم قبل الصلاة.
وأوصت دار الإفتاء بتجنب الخلاف حول هذه المسائل والالتزام بما تقرره الجهات المختصة بتنظيم شؤون المساجد. وأكدت أن مثل هذه الإجراءات الإضافية تأتي لتنظيم وإدارة الصلاة بيسر وراحة للمصلين، بعيدًا عن إثارة جدل فقهي لا جدوى منه.
سنن يوم الجمعة
استعرضت دار الإفتاء المصرية أبرز السنن المستحبة ليوم الجمعة، مشددة على أهمية الالتزام بها من أجل تحقيق أقصى استفادة من بركات هذا اليوم. ووضحت أن هذه السنن تهدف لتعزيز الارتباط الروحي للمسلمين بهذا اليوم الفضيل، عبر مجموعة من الأعمال التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
1-الاغتسال والتطهر
من السنن المؤكدة ليوم الجمعة هو الاغتسال، وهو مستحب للمسلمين تحضيراً للصلاة. يتضمن الاغتسال أيضًا بعض العادات الصحية مثل قص الأظافر، ونتف الإبط، وحلق العانة، ما يعكس تكامل النظافة الشخصية والروحانية.
2. ارتداء أفضل الثياب والتطيب
حثت دار الإفتاء الرجال خاصةً على ارتداء أفضل الثياب المعطرة والنظيفة في يوم الجمعة، معتبرة ذلك من مظاهر الاحترام ليوم الجمعة وأداء صلاة الجماعة، وأوصت باستخدام الطيب، ويفضل أن يوضع على الرأس واللحية.
3. استخدام السواك
أوصت دار الإفتاء باستخدام السواك قبل الذهاب إلى المسجد يوم الجمعة، مؤكدة أن هذه السنة النبوية تعزز من النظافة الشخصية، بالإضافة إلى كونه مستحباً في كل أيام الأسبوع.
4. التبكير في الذهاب إلى المسجد
أشارت دار الإفتاء إلى فضل التبكير في الذهاب إلى المسجد يوم الجمعة، مستشهدة بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن الملائكة تسجل أسماء أول الحاضرين إلى المسجد حتى صعود الإمام للمنبر، ما يعكس الأجر الكبير للتبكير والتواجد المبكر للصلاة.
5. قراءة سورة الكهف
اعتبرت دار الإفتاء قراءة سورة الكهف من السنن المستحبة ليوم الجمعة، حيث نصحت المسلمين بقراءتها يوم الجمعة، مشيرة إلى اختلاف العلماء حول توقيت قراءتها، بين بدء اليوم وحتى غروب الشمس.
6. الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
أكدت دار الإفتاء على فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، مبيّنةً أن كثرة الصلاة عليه تعود بالنفع على المسلم في الدنيا والآخرة، وتحظى بشفاعته يوم القيامة.
7. الدعاء وخاصة في ساعة الاستجابة
كما نصحت دار الإفتاء المسلمين بالإكثار من الدعاء يوم الجمعة، حيث يُعتقد بوجود ساعة استجابة خلال هذا اليوم، لم يُحدَّد وقتها بدقة، لكن التمسك بالدعاء طوال اليوم يعزز من فرص قبول الدعاء.
الإفتاء تدعو للالتزام بالسنن وتجنب الجدل
أكدت دار الإفتاء على أهمية هذه السنن كوسيلة للتقرب إلى الله وتحقيق روحانية يوم الجمعة. وحثت المسلمين على الالتزام بهذه الأعمال المستحبة، والابتعاد عن الخلافات أو الجدل الذي قد ينشأ حول بعض الأمور الاجتهادية، والتركيز بدلاً من ذلك على روح العبادة
