📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
تقارير-و-تحقيقات

شيخ الأزهر يكرّم طفلًا ويحمله إلى كرسيه: العلم يعلو بالمقام

📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن

 

 

في لحظة استثنائية لم تخضع لمقاييس البروتوكول المعتادة، جلس طفل أزهري على كرسي شيخ الأزهر، بينما وقف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، يستمع إليه في صمت واهتمام، وقد علت على وجهه علامات الفخر والرضا.

المشهد الذي وثّقه مقطع فيديو نشره الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر، تجاوز حدود تكريم عابر لطفل صغير، ليتحوّل إلى حدث رمزي يبعث برسائل متعددة الأبعاد حول مكانة العلم، وأخلاق القيادة، ودور الأزهر في دعم النشء العلمي منذ الطفولة.

هذا التحقيق يرصد خلفيات هذا اللقاء، ويحلل رمزيته، ويستعرض آراء المتابعين، ويضع الحدث في سياقه الثقافي والتربوي والديني الأوسع.

من هو الطفل أنس مصطفى؟

أنس مصطفى ربيع، طفل أزهري لا يتجاوز عمره 10 سنوات، تمكن من حفظ عدد من المتون العلمية التي يُدرّس معظمها في مراحل التعليم الأزهري. المتون مثل “الآجرومية” و”البيقونية” و”الرحبية” وغيرها – تتطلب قدرة فائقة على الحفظ والفهم، وهي عادة ما تكون مقتصرة على طلاب المراحل المتقدمة، وربما على المتخصصين في علوم الشريعة واللغة.

أنس، من خلال متابعته للدروس وتحفيظه المنتظم، نجح في بلوغ مستوى علمي متقدم لمرحلته العمرية وقد لفت أنظار المعلمين والموجهين الأزهريين، حتى وصل خبره إلى مشيخة الأزهر.

لحظة اللقاء: تفاصيل تفيض بالمشاعر والتواضع

بحسب الفيديو المنشور، استقبل الإمام الأكبر الطفل أنس مصطفى ربيع في مكتبه بمقر المشيخة، بطريقة تفيض بالود والحنان الأبوي في مشهد نادر، طلب الإمام من أنس أن يجلس على كرسيه الشخصي، ثم وقف بجانبه ليستمع إليه وهو يتلو بعضاً من المتون التي حفظها.

لم يكتفِ الإمام بالاستماع، بل قرّب له الميكروفون بيده، ووضع يده الأخرى على كتفه في لفتة لا تخلو من الدفء والتشجيع وفي نهاية اللقاء، منحه شهادة تقدير، والتقط معه ومع أسرته صورة تذكارية، ضمت الأب والأم والطفلين أنس ومالك.

يقول الدكتور عباس شومان، الذي نشر الفيديو:
“الإمام الأكبر يكرم طفلاً أزهرياً حفظ العديد من المتون، ويستمع إليه واقفًا بعد أن أجلسه على الكرسي الخاص بفضيلته. حقًا إنه الإمام الطيب.”

شهادات من داخل الأزهر: “تواضع نادر”

الدكتورة إلهام شاهين، الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات، علّقت على الحدث بقولها:

“التواضع الذي لم أرَ مثله، مش بس أجلسه على كرسيه، ده كمان قرب له الميك ويده الحانية على ظهر أنس أكرمه بشهادة تقدير وتصوّر مع الأسرة كلها ربنا يبارك في عمر وصحة فضيلة الإمام الأكبر.”

تؤكد شاهين في تصريحات خاصة أن “مثل هذه اللحظات تصنع ذاكرة قوية للأطفال، وتربطهم بالأزهر لا كمنهج دراسي فقط، بل كروح ومؤسسة تحتضنهم”.

تحليل رمزية المشهد: من الكرسي إلى الرسالة

الكرسي الذي جلس عليه أنس لم يكن قطعة أثاث في مكتب إداري، بل رمزًا لمقام علمي وروحي له وزنه في العالم الإسلامي أن يسمح الإمام الأكبر لطفل أن يجلس عليه، هو في حد ذاته رسالة تحمل دلالات عميقة.

يرى الدكتور محمد المهدي، أستاذ علم النفس التربوي، أن هذه الإشارة تختصر فلسفة القيادة الحقيقية، ويقول:

“الموقف لا يُفهم إلا في ضوء ثقافة الأزهر الممتدة، حيث يتربى الأزهريون على التواضع مع طلاب العلم، بغض النظر عن أعمارهم. شيخ الأزهر أراد أن يبعث برسالة مفادها: ‘هذا الطفل له مكانته لأنه يحمل العلم، ونحن نحتضنه ونمنحه الثقة’.

تأثير المشهد على الطفل والأسرة

تؤكد أسرة الطفل أنس، في تصريحات صحفية مقتضبة، أن اللقاء كان حلمًا بالنسبة لهم، وأن الطفل لم يصدق أنه جلس على كرسي الإمام الأم قالت إن أنس بكى فرحًا بعد اللقاء، وأنه يشعر الآن بمسؤولية أكبر تجاه حفظ المتون والاستمرار في طلب العلم.

وقد أظهرت الصورة التي انتشرت على وسائل التواصل أسرة مترابطة، واضحة الالتزام بالقيم الأزهرية، مما يعكس بيئة منزلية حاضنة للعلم والتفوق.

تفاعل مجتمعي واسع: القيم لا تزال حاضرة

لاقى الحدث تفاعلاً واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي. وتعددت التعليقات ما بين إعجاب بشخصية الإمام الطيب، وتقدير لموهبة الطفل أنس، وتأكيد على دور الأزهر في رعاية التفوق العلمي.

كتب أحد المعلقين:

“في وقت نبحث فيه عن قدوة، يظهر شيخ الأزهر ليعطينا درسًا في التواضع والقيادة.”

وقالت أخرى:

“أن يجلس طفل على كرسي الإمام، معناها أن العلم وحده هو من يمنح المكانة، وليس المال أو الجاه.”

الأزهر واحتضان المواهب: تقليد راسخ أم مبادرة فردية؟

يتساءل البعض إن كانت هذه اللفتة جزءًا من سياسة منهجية يتبعها الأزهر في دعم المواهب الصغيرة، أم أنها موقف فردي يعكس شخصية الإمام الطيب؟

مصدر في قطاع المعاهد الأزهرية أكد أن هناك اهتمامًا متزايدًا من الإمام الأكبر بدعم الموهوبين، وأن المشيخة تتلقى تقارير دورية عن الطلبة المتميزين في الحفظ والتجويد والدراسة، خاصة في المناطق الريفية والمهمشة.

ويضيف المصدر: “تكريم الطفل أنس ليس الأول من نوعه، لكنه الأكثر رمزية وتأثيرًا، وسيكون له ما بعده.”

أكثر من تكريم… إنها ثقافة أزهرية متجذرة

لم يكن ما حدث بين شيخ الأزهر والطفل أنس مجرد تكريم رمزي. لقد حمل اللقاء روح الأزهر الشريف في صورته الأجمل: علم، تواضع، دعم للنشء، واحترام للجهد المبذول منذ الصغر.

هي لحظة تتجاوز معناها المباشر، لتؤسس لثقافة تربوية تؤمن بأن الجلوس على الكرسي لا يُقاس بالعمر أو المنصب، بل بالمقدار الذي يحمله الإنسان من علم وأدب.

ويثبت الأزهر، من خلال هذا المشهد، أنه ليس فقط مؤسسة تعليمية عريقة، بل حضن دافئ يُخرج أجيالًا محبة للعلم، متمسكة بقيمها، قادرة على أن تتصدر المشهد الإنساني والديني في كل وقت.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights