تقارير-و-تحقيقات

مقابر فريزر بالمنيا.. عصر بُناة الأهرامات والأسرة القديمة

كتب- وليد الساهر

مقابر فريزر بقرية طهنا الجبل بمنطقة شرق النيل بمحافظة المنيا، هي مدينة جنائزية تقع على بعد 10 كيلومترات شمال شرق المنيا صعيد مصر، كما ذكر الدكتور ثروت الأزهري، مدير إدارة السياحة بالمحافظ أنها من الآثار النادرة التي تسجل الحياة الاجتماعية بالدولة المصرية القديمة، والتي تسجل تقديس المرأة المصرية ومكانتها المتميزة في عصور ما قبل التاريخ، مؤكدًا أن منطقة مقابر فريزر كانت مقلعًا قديمًا للحجر الجيري، ويعود تاريخ القبور المحفورة في الصخر إلى الأسرة الرابعة والخامسة من المملكة القديمة.

تجولت” اليوم ” داخل المقابر، وعلى مقدار أهمية آثارها إلا أنها عانت قلة الزيارات في فترة ماضية لعدة أسباب منها الإهمال في تمهيد الطريق لها حيث تقع في باطن الجبل الشرقي، علاوة علي تهالك الحمامات الخاصة بها، وتطبيق الحجز عن طريق الإنترنت للزيارة، ومع تولي اللواء عماد كدواني منصب محافظ المنيا أدرك أهمية المنيا التاريخية وموقعها في الخريطة السياحية الأمر الذي دفعه للاهتمام مرحبا بهذا الملف الهام.

وذكر محمود زيان، أحد الزائرين الذي لم يتمكن من الزيارة من قبل قائلا إنه كان هناك تعب كثير حتى يتمكن من الزيارة للمكان، وكانت لا توجد لوحات إرشادية أو خدمات على الطريق وبعد أن وصل فوجئ بتطوير المكان ووجود لوحات إرشادية.

وأضاف علي حسن محمود باحث بجامعة جنوب الوادي، أن المكان رائع في كل شيء وله قيمه أثرية، ووجه الشكر لمحافظ المنيا لاهتمامه بتوفير كتيبات تشرح تفاصيل هذه الأماكن الأثرية وتمد الزائرين سواء كانوا مصريين أو أجانب بمعلومات قيمة.

وداخل مقبرة “ني كا عنخ” وعائلته اكتشفت هذه القبور لأول مرة في خريف عام 1853 من قبل عالم المصريات الألماني هاينريش بروغش، ووصفها لأول مرة المهندس المدني البريطاني جورج ويلوبي فريزر الذي أُطلق اسمه على هذه القبور، وتحتوي أربعة من القبور الخمسة عشر (المرقمة) على تماثيل وكتابات هيروغليفية منحوتة تعود إلى عصر الدولة القديمة.

وأهم القبور هو القبر الثاني الذي ربما يكون قبر ني-أنخ-كاي (نيكا-عنخ) ، والذي له شكل المصطبة ، وبه زخرفة غرفة القرابين الصغيرة والطويلة من تماثيل لعائلته.

وأكد الأزهري أن محافظة المنيا، بها العديد من المواقع الأثرية المهمة، التي تحكي تاريخ عصور مختلفة، بداية من الفرعونية، مرورًا بالرومانية، والقبطية، حتى الإسلامية؛ ما جعلها مقصدًا هامًا للسياح والزائرين.

وأوضح أن المنطقة تضم مجموعة من المقابر لعائلة من كهنة المعبود (حتحور) التي ارتبطت بالمدينة القديمة (راينت) أو (أكورس) على بعد 2 كيلو متر شمالاً وهي (طهنا الجبل) حاليًا، وأن هذه المقابر تؤرخ لفترة مهمة في تاريخ مصر القديم، التي شهدت تطورات هامة في الحياة الإجتماعية والدينية والسياسية.

من ضمن المقابر المتواجدة داخل المنطقة الأثرية، مقبرة (ان كاعنخ) وهو من الرجال البارزين في تلك الأيام، وشغل وظيفة المشرف على القصر والرئيس للمدن الجديدة ورئيس كهنة حتحور الخاصة بطهنا الجبل، وعاش أيام الملك (أوسر كاف) أي إبان الأسرة الخامسة 2750 قبل الميلاد ، وتأخذ تلك المقابر شكل المصطبة، وحجرة القرابين الصغيرة الطويلة تحتوى على تماثيل له ولأسرته ونصوص، كما يوجد بها مقبرة أخرى غير معدة للزيارة لوجود صخور كبيرة تسد الباب كما أنها في حاجة إلى ترميم.

كما جرى نحت أغلب هذه المقابر على هيئة المصاطب الصخرية التي نحتت في كتلة منفصلة عن الهضبة بواجهة غربية وممران جانبيان وممر شرقي يمثل المقصورة التي نحت بجدارها الغربي بابان وهميان خلفهما بئران أو أكثر في كتلة المصطبة المنفصلة يؤدى كل منهما إلى حجرة دفن غير منقوشة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights