بعد تصاعد حرب إيران وإسرائيل.. خبير اقتصادي: العالم على وشك موجة تضخم جديدة

كتبت- سماح غنيم
تصاعد التوترات العسكرية في الشرق الأوسط، خاصة مع اندلاع حرب مفتوحة بين إيران وإسرائيل، ستكون له انعكاسات اقتصادية عميقة على المنطقة والعالم.
يرصد “موقع اليوم” النتائج الاقتصادية المحتملة لتصاعد حرب إيران وإسرائيل، حسب آراء خبراء الاقتصاد خلال السطور التالية:
أولًا: آثار على أسعار النفط والطاقة
ارتفاع أسعار النفط عالميًا بسبب المخاوف من تعطل الإمدادات من الخليج، خصوصًا من إيران والسعودية.
احتمالية إغلاق مضيق هرمز (تمر عبره ثلث صادرات النفط المنقولة بحرًا) ما يسبب أزمة طاقة عالمية.
زيادة تكاليف النقل والشحن، ما ينعكس على أسعار السلع عالميًا.
ثانيًا: تأثيرات على الاقتصاد الإقليمي
إيران: ستعاني من مزيد من العقوبات وتدمير في البنية التحتية، ما يضاعف أزمتها الاقتصادية.
إسرائيل: بالرغْم من متانة اقتصادها، فإن الحرب ستؤدي إلى هروب الاستثمارات وانخفاض الثقة وتكاليف أمنية ضخمة.
دول الخليج: ستتأثر أسواقها المالية سلبًا، مع احتمال تراجع الثقة بالاستثمار نتيجة القرب الجغرافي من ساحة الصراع.
ثالثًا: انكماش اقتصادي عالمي محتمل
تصاعد التوترات قد يُضعف النمو الاقتصادي العالمي بسبب ارتفاع أسعار الطاقة، وزيادة التضخم.
تأثير مباشر على الأسواق الناشئة، ولا سيما في الدول المستوردة للطاقة (مثل مصر وتركيا).
صناديق الاستثمار العالمية قد تتجه نحو الملاذات الآمنة (مثل الذهب والدولار) هربًا من المخاطر في الأسواق النامية.
رابعًا: تأثر سلاسل التوريد والتجارة العالمية
اضطرابات في الملاحة البحرية، خاصة عبر الخليج والبحر الأحمر.
زيادة تأمين الشحن البحري وارتفاع التكاليف، خاصة في قناة السويس، مما يؤثر على التجارة بين آسيا وأوروبا.
خامسًا: ردود فعل الأسواق المالية
هبوط البورصات الإقليمية والعالمية فور اندلاع الحرب.
ارتفاع أسعار الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا.
تذبذب شديد في العملات، ولا سيما عملات الشرق الأوسط.
سادسًا: التأثير على الغذاء والأمن الغذائي
الحرب قد تؤثر على إمدادات الغذاء العالمية خاصة إذا تعطلت طرق الملاحة في المنطقة.
بعض الدول (مثل مصر ولبنان) قد تعاني من ارتفاع أسعار الحبوب والوقود.
موجة تضخم جديدة
في هذا الشأن، يقول الدكتور محمد شعراوي، الخبير الاقتصادي، إن تصاعد التوترات العسكرية في الشرق الأوسط، والتداعيات الاقتصادية للحرب لا تقل خطورة عن تبادل الضربات العسكرية.
ويوضح “شعراوي” أن هناك تأثيرات مباشرة قد تطال التصنيفات الائتمانية لعدد كبير من الدول، وبخاصة دول الشرق الأوسط، نتيجة تصاعد المخاطر الجيوسياسية.
ويشير إلى أن أسعار النفط ارتفعت بسرعة من 65 إلى 75 دولارًا خلال أسبوع واحد فقط، وهو ما يعيدنا إلى أجواء أزمة أوكرانيا وروسيا، ولكن هذه المرة السبب هو تهديد إمدادات النفط، مما يعني أن العالم على أعتاب موجة تضخم جديدة، قد تدفع البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة من جديد، بعد أن كانت على وشك البدء في خفضها.
ويضيف أن البنك الفيدرالي الأمريكي تراجع عن قرار خفض الفائدة مؤخرًا، وفضّل تثبيتها بسبب تصاعد المخاوف من الحرب واتساع نطاقها وتأثيرها على التجارة العالمية، وخاصةً في منطقة البحر الأحمر ومضيق هرمز، الذي أصبح تحت أعين العالم.
ويتابع: “تكاليف الشحن العالمية ارتفعت بشكل كبير، نتيجة تخوف السفن من المرور في هذه المناطق الحساسة، مع تزايد التهديدات التي يفرضها الحوثيون أو تصاعد التوترات الإقليمية”.
ويختتم حديثه: “حرب بين إيران وإسرائيل لن تبقى محصورة في البلدين، بل ستكون لها تداعيات اقتصادية عالمية، خصوصًا على أسعار الطاقة، الأسواق المالية، الاستقرار الاقتصادي في الشرق الأوسط، وسلاسل التوريد الدولية”.

