
لم يكن صباح الأحد عاديًا في شارع فيصل، فالهدوء المعتاد تبدد بصوت صراخ واستغاثات صادرة من أحد الأبراج السكنية، تزامنًا مع تصاعد ألسنة اللهب والدخان الكثيف من إحدى الشقق.
هرع المارة لاستكشاف الأمر، ليكتشفوا أن الحريق شب في شقة يسكنها ثلاثة أطفال بمفردهم، بينما والديهم لم يكونا في المنزل.
وسط الفوضى والذعر، برزت بطولة مجموعة من الشباب كانوا بالقرب من المكان، لم يترددوا لحظة واحدة في اتخاذ قرارهم المصيري.
أحدهم، ويدعى كريم، كان مارًا بالدراجة حين رأى النيران تتصاعد من الطابق الخامس، فصرخ: “في حد جوه!”، ليجيبه آخر: “في أطفال لوحدهم!”، لم يكن هناك وقت للتفكير، صعدوا الدرج بسرعة، تخطوا الدخان الكثيف، وبدؤوا في محاولة كسر باب الشقة.
داخل المنزل، كان الصغار يبكون ويختبئون في ركن بعيد عن النيران، لا يدرون ما يحدث، بمجرد أن دخل الشباب، سارعوا لاحتضان الأطفال وإخراجهم واحدًا تلو الآخر، غير مبالين بالخطر المحدق بهم؛ في تلك اللحظة، وصلت قوات الحماية المدنية، لتكمل ما بدأه الأبطال.
بعد دقائق بدا المشهد وكأنه خرج من فيلم سينمائي، أطفال يبكون وهم بين أيدي منقذيهم، شباب يلهثون ويكحّون بسبب الدخان، والجيران يصفقون لهم ويهتفون: “جدعان مصر بجد!”.
لم ينتهِ الأمر عند هذا الحد، فقد بدأت الجهات المختصة تحقيقاتها لمعرفة سبب الحريق.


