عرب-وعالم

استنكار دولي لوقف المساعدات عن غزة وتحذيرات من كارثة إنسانية

تصاعدت الإدانات الدولية لقرار الاحتلال الإسرائيلي وقف المساعدات الإنسانية عن قطاع غزة، وسط تحذيرات من تداعيات كارثية على السكان، الذين يعانون من أوضاع إنسانية متدهورة منذ أكثر من 15 شهرًا من الحرب المستمرة.

تحذيرات أممية من مجاعة

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء القرار الإسرائيلي، حيث أكد المتحدث باسم الأمين العام أنطونيو غوتيريش أن استمرار منع المساعدات قد يؤدي إلى إغلاق 80 مطبخًا إغاثيًا في غزة، ما سيؤدي إلى تفاقم أزمة الغذاء في القطاع المحاصر.

من جهتها، شددت منظمة اليونيسيف على أن القيود المفروضة على دخول اللقاحات والأدوية وأجهزة التنفس ستؤدي إلى عواقب وخيمة على الأطفال، محذرة من أن وقف التطعيم الروتيني سيعرض حياة المواليد الجدد للخطر، خاصةً في ظل توقف وحدات حديثي الولادة بسبب نقص الإمدادات الطبية.

أما وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فأكدت أن الاحتياجات في غزة هائلة وأن هناك حاجة إلى تدفق مستمر للمساعدات الإنسانية، محذرة من أن الوضع الحالي قد يؤدي إلى كارثة غير مسبوقة.

نقص الغذاء ووقود المستشفيات

أشار برنامج الأغذية العالمي إلى أنه لا يمتلك مخزونًا كافيًا من الغذاء في غزة، موضحًا أن ما تبقى لديه لا يكفي سوى لتشغيل المطابخ والمخابز لأقل من أسبوعين.

كما حذر من احتمال تقليص حجم الحصص الغذائية، في محاولة لخدمة أكبر عدد ممكن من السكان، في ظل نقص الوقود اللازم لتشغيل المخابز ونقل المواد الغذائية.

بدورها، أكدت منظمة أوكسفام أن لديها 26 شاحنة محملة بالغذاء والمياه تنتظر الدخول إلى غزة، مشيرةً إلى أن المشكلة لا تقتصر على تأخر الشاحنات فحسب، بل تتعلق أيضًا بانهيار الأنظمة الأساسية التي تدعم الحياة داخل القطاع.

قلق دولي

أعربت بريطانيا وفرنسا وألمانيا عن قلقها الشديد إزاء قرار الاحتلال، وطالبت تل أبيب بالتراجع عن هذه الخطوة والانخراط في مفاوضات جادة حول استمرار وقف إطلاق النار.

وأكد وزراء خارجية الدول الثلاث أن منع إدخال المساعدات الإنسانية قد يشكل انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، مشددين على أن المساعدات يجب ألا تُستخدم كورقة ضغط سياسية.

وفي السياق ذاته، اعتبرت جنوب أفريقيا أن إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح حرب في غزة، مشيرةً إلى أن منع دخول الغذاء والمساعدات الطبية يعزز الاتهامات الموجهة إليها بارتكاب إبادة جماعية، وفقًا للدعوى المقدمة ضدها أمام محكمة العدل الدولية.

ابتزاز سياسي

حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من خطورة تداعيات قرار الاحتلال، معتبرًا أنه يمثل جريمة جديدة تزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعانيها 2.4 مليون إنسان داخل القطاع.

وأكد أن استمرار المنع يعني عودة شبح المجاعة، في ظل توقف عجلة الإنتاج والعمل، واعتماد السكان بشكل أساسي على المساعدات الإنسانية.

وأشار المكتب إلى أن نقص الوقود سيؤدي إلى توقف المستشفيات والمرافق الصحية عن العمل، مما يشكل خطرًا كبيرًا على حياة آلاف المرضى والمصابين، فيما يؤدي منع إدخال مستلزمات الإيواء إلى بقاء أكثر من 1.5 مليون شخص بلا مأوى وسط أجواء شديدة البرودة.

استمرار الحصار 

يواصل الاحتلال الإسرائيلي منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي، وسط تصاعد التحذيرات من كارثة وشيكة.

وفي الوقت الذي دعت فيه دول عدة إلى استمرار تدفق المساعدات، أعلنت تل أبيب تجميد عمليات التوصيل، ما يشكل انقلابًا على اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 19 ينايرالماضي.

ومع استمرار هذه الأزمة، يبقى ملايين الفلسطينيين في غزة رهائن لأزمة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم، في ظل تراجع فرص الحلول السياسية واستمرار الاحتلال في فرض سياساته القمعية على السكان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights