انطلقت اليوم.. نظرة على الانتخابات البرلمانية الألمانية 2025

تشهد ألمانيا، اليوم الأحد 23 فبراير 2025، انتخابات برلمانية مبكرة توصف بأنها الأهم في تاريخ البلاد، حيث قد تؤدي إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي تمامًا.
ويحق لحوالي 59.2 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم في الدورة الـ21 للانتخابات البرلمانية، وسط توقعات بمكاسب كبيرة للأحزاب اليمينية، وانخفاض في شعبية الحكومة الحالية.
النظام الانتخابي وآلية التصويت
يجمع النظام الانتخابي الألماني بين التصويت الفردي والقائمة النسبية، حيث يمنح كل ناخب صوتين: الأول لاختيار مرشح عن دائرته الانتخابية، والثاني لتحديد توزيع المقاعد البرلمانية بين الأحزاب، وهو الصوت الأكثر تأثيرًا في تشكيل البرلمان. وتتطلب الأحزاب الحصول على 5% على الأقل من الأصوات لدخول البرلمان.
يمكن للناخبين التصويت مباشرة في مراكز الاقتراع في 16 ولاية ألمانية أو عبر البريد، وهو خيار ازداد شعبيته بشكل كبير، إذ بلغت نسبة التصويت البريدي 47.3% في انتخابات 2021.
البرلمان والمستشار الجديد
يتألف البرلمان الألماني (البوندستاغ) من 598 مقعدًا على الأقل، ولكن العدد الفعلي قد يتجاوز ذلك، كما حدث في 2021 حين وصل إلى 735 عضوًا.
وعادةً ما يحصل الحزب الحاصل على أكبر نسبة أصوات على تفويض لتشكيل الحكومة، ويختار المستشار بالتوافق مع ائتلاف حاكم.
تشير استطلاعات الرأي إلى أن فريدريش ميرتس، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ، هو المرشح الأوفر حظًا ليصبح المستشار الـ19 لألمانيا، ليخلف المستشار الحالي أولاف شولتز.
الأحزاب المتنافسة وتوقعات النتائج
تتنافس عدة أحزاب رئيسية في هذه الانتخابات، من بينها:
- الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي: متحالفان، ومن المتوقع حصولهما على أكثر من 30% من الأصوات.
- حزب البديل لألمانيا (AfD): يتوقع أن يحصل على نسبة تتراوح بين 20-22%، ما يجعله ثاني أقوى حزب في البرلمان.
- الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD): حزب المستشار الحالي شولتز، لكنه يواجه تراجعًا في شعبيته، ولا يُتوقع أن يحصل على أكثر من 15%.
- حزب الخضر: ينافس على نسبة قريبة من 15%.
- حزب اليسار (Die Linke): يتوقع أن يحصل على أكثر من 6%.
- تحالف سارة فاغنكينشت: يخوض الانتخابات لأول مرة بعد انشقاقه عن حزب اليسار، ومن المتوقع أن يحصل على 5%.
- الحزب الديمقراطي الحر (FDP): يواجه خطر الخروج من البرلمان إذا فشل في تجاوز نسبة 5%.
أهم القضايا الانتخابية
تأتي هذه الانتخابات المبكرة بعد انهيار الائتلاف الحاكم، مما فرض تحديات كبرى على الأحزاب. ومن أبرز القضايا المطروحة:
- الهجرة واللجوء: تصدرت هذه القضية الحملات الانتخابية، خصوصًا بعد عدة هجمات نفذها مهاجرون، مما دفع حزب البديل لألمانيا إلى تعزيز خطابه المناهض للهجرة.
- الاقتصاد والركود: ألمانيا تعاني من تباطؤ اقتصادي مستمر منذ عامين، مما جعل سياسات الإصلاح الاقتصادي محورًا رئيسيًا للنقاشات الانتخابية.
- الأمن والإرهاب: شهدت الحملة الانتخابية جدلًا واسعًا حول سياسات الأمن الداخلي، بعد تصاعد التهديدات الإرهابية.
- السياسة الخارجية: رغم التركيز الأكبر على القضايا الداخلية، برزت أيضًا تحديات مثل العلاقات عبر الأطلسي وأزمة أوكرانيا.
توقعات تشكيل الحكومة
رغم تفوق حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، فإن تشكيل الحكومة قد يستغرق شهورًا، كما حدث في الانتخابات السابقة. ونظرًا لاستبعاد التعاون مع حزب البديل لألمانيا، فإن الخيارات المحتملة تشمل:
- ائتلاف كبير مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
- تحالف “سوداء-خضراء” بين الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزب الخضر.
- احتمالية ضئيلة لائتلاف يساري “أحمر-أحمر-أخضر” بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب اليسار، وحزب الخضر.
الانتخابات الألمانية الحالية تحمل أهمية كبيرة، ليس فقط لأنها قد تؤدي إلى صعود اليمين المتطرف، ولكن أيضًا بسبب تأثيرها على مستقبل أكبر اقتصاد في أوروبا.
والنتائج الأولية ستظهر مساء اليوم، لكن تشكيل الحكومة الجديدة قد يحتاج إلى مفاوضات معقدة خلال الأشهر المقبلة.
تعليق واحد