عرب-وعالم

انفجار الأزمة بين الجزائر وفرنسا

في ظل التوترات الفرنسية الجزائرية وتصريحات الرئيس الفرنسي ووزير الخارجية الفرنسي بشأن تصعيد الجزائر الأزمة بين الدولتين، صرحت وزارة الخارجية الجزائرية، اليوم السبت :”اليمين المتطرف الفرنسي انخرط في حملة تضليل وتشويه ضد الجزائر”.

وأضافت: ” الجزائر لم تنخرط في منطق التصعيد والمزايدة عكس ما يدعيه اليمين الفرنسي المتطرف” ، وتابعت: “اليمين الفرنسي المتطرف ومُمثليه يريدون أن يفرضوا على العلاقات الجزائرية الفرنسية ضغائنهم وأن الأطراف الفرنسية أطلقت العنان لغلِّها الدفين عقب الطرد التعسفي لجزائري نحو الجزائر، المواطن محل قرار الطرد يعيش في فرنسا منذ 36 عاما ويحوز على بطاقة إقامة منذ 15 عاما وهو أب لطفلين ولدا من زواجه من مواطنة فرنسية”

قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إن “باريس لن يكون لديها خيار آخر سوى الرد إذا واصل الجزائريون هذا الموقف التصعيدي”.

وأشار جان نويل بارو إلى: ” أنه من بين الأوراق التي يمكن تفعيلها التأشيرات ومساعدات التنمية وعدد معين من مواضيع التعاون الأخرى و أنه مندهش ويشعر بالصدمة لكون السلطات الجزائرية رفضت استعادة المؤثر الذي يحمل جواز سفر جزائري وكان ينبغي أن تقبله البلاد”، كما أصبحت قضيته الآن أمام القضاء في فرنسا.

 

وبدأت التوترات بين فرنسا والجزائر منذ يوليو الماضي، عندما قرر الرئيس ماكرون الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وفي أعقاب هذا الاعتراف سحبت الجزائر سفيرها من باريس ،  وتطور التوتر بين البلدين بعد اعتقال الجزائر الكاتب الجزائرى الفرنسى بوعلام صنصال، البالغ من العمر 75 عاماً والذي حصل على الجنسية الفرنسية في منتصف نوفمبر  عام 2024 .

وردا على ماحدث أعلنت فرنسا الأسبوع الماضي اعتقال مدونين جزائريين، اتهمتهم بالتحريض على القتل عبر فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي ، ودعا الرئيس ماكرون الجزائر إلى الإفراج الفوري عن الكاتب والمعارض صنصال.

وقال على هامش اجتماع مع سفراء فرنسا في قصر الإليزيةه، :”الجزائر التي نحبها كثيراً، والتي يجمعنا معها تاريخ مشترك والكثير من الأبناء، دخلت في مسار يسيء إليها بمنع رجل مريض من الحصول على العلاج. هذا لا يعكس حقيقة الجزائر” ،  وأضاف : “أناشد الحكومة الجزائرية بالإفراج الفوري عن بوعلام صنصال”

في ذات الوقت انتقد ماكرون اعتقال السلطات الجزائرية الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، الذي تم توقيفه في الجزائر العاصمة منذ منتصف شهر نوفمبر الماضي.

وعبّر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عن قلقه، في تصريحات له يوم الأحد الماضي، بشأن رفض طلبات الإفراج التي تقدم بها بوعلام صنصال ومحاموه ، حيث قال: “فرنسا قلقة جداً من وضعه الصحي، ونحن ملتزمون بحرية التعبير والرأي، ونعتبر أن الأسباب التي قدمتها الجزائر لاعتقاله غير مبررة”.

وردا علي  تصريحات إيمانويل ماكرون رد الجيش الجزائري فى بيان و إعتبر هذه التصريحات بمثابة تدخل فى الشان الداخلى وقال : “أن الجزائر لا تقبل الابتزاز أو الرضوخ لأي جهة مهما كانت قوتها”، ،  وأضاف الجيش الجزائري، : “المشهد واضح كل الوضوح ولا يتطلب تفكيراً طويلاً وتحليلاً عميقاً، حتى ندرك خبث نوايا أعداء الجزائر وأهدافهم الدنيئة وأن الجزائر، التي بقيت صامدة قوية طيلة تاريخها الحافل بالمجد والبطولات، لن تنحني أبداً أمام رياح التآمر والتفرقة وسموم الفتنة”.

ورفضت وزارة الخارجية الجزائرية تصريحات الرئيس الفرنسي  ، واعتبرتها تدخلاً سافراً وغير مقبول في شؤونها الداخلية وقالت :”لقد اطلعت الحكومة الجزائرية باستغراب شديد على التصريحات، التي أدلى بها الرئيس الفرنسي بشأن الجزائر، التى تمثل إهانة للجزائر”

واعتبرت الخارجية الجزائرية أن هذه التصريحات لا يمكن إلا أن تكون موضع استنكار ورفض وإدانة، لما تمثّله من تدخل سافر وغير مقبول في شأن جزائري داخلي.

كما وصف البرلمان الجزائري تلك التصريحات بأنها تدخل سافر في الشؤون الداخلية للجزائر ومساس بسيادتها وكرامتها في قضية قيد النظر وفقا للقوانين الجزائرية ، وأوضح البرلمان، في بيان نقلته وسائل الإعلام المحلية، أن تصريحات الرئيس الفرنسي تمثل محاولة مكشوفة لتشويه صورة الجزائر ومؤسساتها السيادية.

وعلق الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون، على قضية بوعلام صنصال بأنه محتال مبعوث من فرنسا ، وقال موجها كلامه لفرنسا : “أرسلتم لنا خائناً لا يعرف أباه، ليقول لنا إن نصف الجزائر مِلك لدولة أخرى”.

و هاجم تبون، في خطابه، فرنسا المستعمر السابق لبلاده بسبب إرثها الاستعماري، وبسبب موقفها من قضية الصحراء الغربية ، وقال : “فكرة الحكم الذاتي للصحراء الغربية فكرة فرنسية وليست مغربية، ونحن على علم بذلك منذ عقود”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights