محمد كامل العيادي يكتب: إلى متى يظل العالم في قبضة اللوبي اليهودي؟

اليهود معروفون بخيانة العهود، ولا ينجو أحد من غدرهم، حتى حلفاؤهم المقربون مثل أمريكا التي تُعدّ من أوائل الدول الداعمة لهم منذ تأسيس كيانهم. ويشهد التاريخ على وحشيتهم ومؤامراتهم وعمليات الاغتيال التي نفذوها ضد الإنسانية في العالمين العربي والأوروبي. ورغم الدعم الكبير الذي قدمته بريطانيا وأمريكا لتمكينهم من إقامة الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين المحتلة، إلا أنهم لم يسلموا من غدر وخيانة إسرائيل. ومن أبرز هذه الأعمال تورط اليهود في أحداث 11 سبتمبر بالتعاون مع مسؤولين في الإدارة والمخابرات الأمريكية (CIA)، وكذلك عملية سوزانا، المعروفة بفضيحة لافون، التي خُطط لها في أوائل الخمسينيات ونُفذت بعد ثورة 23 يوليو 1952م، وتحديدًا في عام 1954م.
كانت تهدف هذه العملية إلى تخريب المنشآت الأمريكية والبريطانية في مصر، وذلك لإحراج النظام المصري الجديد، ومنع أي تقارب بين الإدارة الأمريكية والحكومة المصرية، وإشعال فتيل حرب بين مصر من جهة، وأمريكا وبريطانيا من جهة أخرى، حفاظًا على المصالح الإسرائيلية.
جاء ذلك خاصة بعد ملاحظة بداية تقارب بين مصر والاتحاد السوفيتي، وهو ما اعتبره اليهود عاملاً قد يقوي العرب ويدفعهم للتفكير في الانتقام من إسرائيل بسبب أحداث عام 1948م، والتحرك نحو خوض حرب لطرد الإسرائيليين من فلسطين المحتلة.
بعد اكتشاف الفضيحة والقبض على العناصر اليهودية المتورطة في مصر، سارع “موشيه ديان”، رئيس الأركان الإسرائيلي، بعزل “مردخاي بن تسور” من قيادة الوحدة 131. وقد استقال “بنحاس لافون”، وزير الدفاع، كما عُزل “بنيامين جيلبي”، مسؤول شعبة المخابرات العسكرية، في محاولة لتهدئة الأجواء مع الولايات المتحدة وبريطانيا.
الغريب في الأمر أنه بعد صدور حكم الإعدام بحق بعض أفراد هذه الشبكة، تدخلت أمريكا وبريطانيا طالبة الإفراج عن المحتجزين لدوافع إنسانية. وقد جاء هذا الطلب عبر رسالة شخصية من الرئيس الأمريكي “أيزنهاور”، ورسالة أخرى من رئيس الوزراء البريطاني “إيدن تشرشل”، وكذلك طلبات من مسؤولين فرنسيين إلى الرئيس المصري “جمال عبدالناصر”، لكن الطلب قوبل بالرفض وتم تنفيذ الأحكام.
بعد ذلك، بدأت إسرائيل بالترويج للفتنة لإشعال الخلافات بين مصر وأمريكا وبريطانيا وأوروبا، بقولها إن رفض طلب الرئيس الأمريكي يُعد صفعة قوية لقادة الغرب بأكمله.
من هنا، يتضح أن التغلغل اليهودي الكبير في المؤسسات الحكومية الدولية يمنحهم قدرة على التحكم في القرارات، وهو ما نلاحظه في كل اجتماع لمجلس الأمن عبر استخدام حق النقض (الفيتو) من قبل الولايات المتحدة.
خلال حرب عام 1967م، وبعد ثلاثة أيام من اندلاعها، حاولت إسرائيل تدمير المدمرة الأمريكية “يو إس ليبريتي” في البحر الأحمر لتوجيه التهمة إلى مصر.
كانت هذه السفينة تابعة للأسطول السادس الأمريكي ومكلفة بالتجسس على سير الحرب بين مصر وإسرائيل. وعندما اكتشفت الولايات المتحدة مسؤولية إسرائيل عن تفجير السفينة، ادعت إسرائيل أن الحادث كان خطأً غير مقصود، بزعمهم أنهم اعتقدوا أنها سفينة مصرية وليست أمريكية. ورغم تأكيد وزير الدفاع الأمريكي آنذاك، “دين رسك”، ورئيس الأركان الأدميرال “توماس مور”، أن الهجوم كان مدبَّراً باحترافية عالية من قِبل إسرائيل ولا يمكن أن يكون خطأً على الإطلاق، تمت السيطرة على القضية عبر الإعلام الأمريكي الذي يخضع لسيطرة اللوبي اليهودي. وتم الضغط على الحكومة الأمريكية والكونغرس لإلغاء أي تحقيق في الحادث، حتى جاءت حرب أكتوبر 1973م، التي اعتبرت انتقاماً لما حدث في 5 يونيو 1967م.
ولم يختلف ما جرى في الحادي عشر من سبتمبر كثيراً عما حدث سابقاً، حيث نجحوا في نفي أي شبهة عن الموساد الإسرائيلي وإلصاقها بالمسلمين والعرب، وسعوا دائماً للوقيعة بين مصر وأوروبا، وذلك سعياً لتحقيق حلمهم الأكبر: إقامة دولتهم الكبرى. لكن مصر ستبقى العائق الوحيد أمام تحقيق هذا الحلم.
ولا نعرف ما إذا كان العالم سيستمر في غيه وضلاله وتحت سيطرة هذا اللوبي، أم سينتفض ويعود إلى صوابه قبل فوات الأوان؟