القبطان ولاء حافظ من “كرسي الإعاقة” إلى مقعد الشيوخ.. قصة إرادة لا تعرف المستحيل
قرار جمهوري يكرم مسيرة كفاح
كتبت: فاطمة الزناتي
نشرت الجريدة الرسمية، قرار رئيس الجمهورية رقم 575 لسنة 2025، متضمنًا أسماء الأعضاء المعينين في مجلس الشيوخ المصري، وكان من بين الأسماء اللافتة القبطان ولاء حافظ، أحد أبرز رموز الإرادة والتحدي في مصر.
يأتي هذا القرار تتويجًا لمسيرة إنسانية ووطنية فريدة، جمعت بين العسكرية والبطولة والإصرار على مواجهة المستحيل.
نشأة عسكرية وبطولات بحرية
وُلد القبطان ولاء حافظ وسط بيئة عسكرية شكّلت شخصيته منذ الصغر، فتعلم الانضباط والتفاني وحب الوطن.
التحق بالقوات الخاصة البحرية، وتدرّب لسنوات على أعلى المستويات البدنية والذهنية، حتى أصبح من أبرز الغواصين في سلاح البحرية المصرية، وشارك في مهام وتدريبات معقدة تطلبت شجاعة استثنائية وكفاءة عالية.
حادث غيّر المسار ولم يُطفئ الحلم
في عام 2016، تعرض القبطان ولاء حافظ لحادث سير مروّع أثناء عودته من مهمة تدريبية، أسفر عن إصابته بشلل رباعي دائم وفقًا للتقرير الطبي الرسمي.
ورغم قسوة الموقف، رفض ولاء أن يكون أسير كرسي متحرك، ليبدأ رحلة جديدة من الكفاح، عنوانها الإصرار والإيمان بأن “الإعاقة ليست نهاية الطريق”.
رمز للأمل وتغيير نظرة المجتمع
تحوّل القبطان ولاء حافظ إلى رمز إنساني يُحتذى به، بعدما قرر استثمار قصته في دعم غيره من أصحاب الهمم.
شارك في العديد من المبادرات الوطنية والفعاليات العامة، وساهم في تغيير نظرة المجتمع تجاه ذوي الإعاقة، مؤكدًا أن الإرادة أقوى من أي إعاقة.
كما شارك في فعاليات غوص بالتنسيق مع هيئة قناة السويس لتنشيط السياحة، وأطلق مبادرات وطنية تهدف إلى دمج متحدي الإعاقة في الأنشطة الرياضية والمجتمعية.
أرقام قياسية ورسالة للعالم
استطاع القبطان ولاء حافظ أن يحقق رقمًا قياسيًا عالميًا في موسوعة غينيس لأطول غطسة لشخص من ذوي الإعاقة، ليثبت أن الإرادة لا تعرف حدودًا.
ذلك الإنجاز وضعه ضمن رموز مصر الذين نقلوا للعالم صورة مشرفة عن القوة الداخلية والصلابة المصرية في مواجهة الصعاب.
مسؤولية جديدة في مجلس الشيوخ
يعمل القبطان ولاء حافظ أيضًا أمينًا لأمانة متحدي الإعاقة في حزب حماة الوطن، حيث يسعى لتقديم مبادرات عملية لتحسين حياة أصحاب الهمم في جميع المحافظات.
ومع تعيينه في مجلس الشيوخ، من المنتظر أن يواصل دوره في الدفاع عن قضايا ذوي الإعاقة، وتبني تشريعات تضمن دمجهم الكامل في المجتمع، وتوفير فرص عمل وحياة كريمة لهم.
قصة بطل من لحم ودم
قصة القبطان ولاء حافظ ليست مجرد سيرة شخصية، بل ملحمة إنسانية عن بطل لم يهزمه القدر، ولم توقفه الإصابة، تعيينه في مجلس الشيوخ هو تتويج لمسيرة تحدٍ ونجاح، ورسالة دعم من الدولة لكل من يحارب بإرادته ليصنع لنفسه مكانًا في الحياة العامة.
