الأزهر يوجه طلاب الثانوية بـ10 وصايا للنجاح والتفوق في الامتحانات

تقرير:مصطفى على
مع بدء ماراثون امتحانات الثانوية العامة، تلك المرحلة الحاسمة التي تُحدد مصير آلاف الطلاب في مصر، أطلق مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية مبادرة توجيهية من نوع خاص. عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، قدم المركز عشر وصايا تربوية وروحية تحمل في طياتها مزيجًا من العلم والإيمان، موجّهة لطلاب الثانوية الأزهرية والعامة على حد سواء، بغية مساعدتهم في تحصيل العلم، وتنظيم الوقت، وتحقيق التوازن النفسي خلال فترة الامتحانات، وهي المرحلة التي تشكل منعطفًا هامًا في مسيرة الشباب التعليمية والإنسانية.
أولًا: عشر وصايا ذهبية.. مزيج من الإيمان والتخطيط والتنظيم
جاءت النصائح العشر التي نشرها مركز الأزهر العالمي لتكون دليلاً جامعًا للطالب، يربط بين الجانب الروحي والعملي في آن واحد، مستندة إلى القرآن الكريم والحديث النبوي، ومنطلقة من تجارب تربوية عميقة.
1. الصلاة والدعاء.. أولى مفاتيح التوفيق
شددت الوصايا على أهمية الصلاة في وقتها، وضرورة برّ الوالدين، والإلحاح في الدعاء، إذ إن الفضل كله بيد الله، مستشهدة بقول الله تعالى:
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].
مع التأكيد على أن الله لا يضيع سعي المجتهدين، ما داموا صادقين في نيتهم وجادين في عملهم.
2. الوقت كنز لا يُعوَّض
حثّت التوصيات الطلاب على إدارة أوقاتهم بحكمة، واعتبرت الوقت من أعظم النعم التي يغفل عنها الكثيرون، كما أشار الحديث النبوي الشريف:
«نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ» [البخاري].
3. بركة الفجر.. مفتاح الذاكرة النشطة
نصحت التوصيات بالاستيقاظ مبكرًا، مستغلةً وقت الفجر لما له من أثر بالغ في تنشيط الذاكرة وسرعة الاستيعاب.
4. خطط واضحة للمذاكرة
من خلال تنظيم الأولويات ووضع خطط ورقية أو إلكترونية، يُمكن للطالب أن يتحكم في وقته وجهده ويوجه تركيزه نحو الأهم.
5. بيئة المذاكرة.. شرط للتركيز
توصي الإرشادات بتوفير مكان هادئ، وإنارة مناسبة، وتكرار المعلومة لترسيخها في الذهن.
6. تفعيل الحواس في المذاكرة
أشارت النصائح إلى أن إشراك أكثر من حاسة أثناء المذاكرة يعزز الاستيعاب، كالكتابة أثناء القراءة أو التكرار الصوتي للمعلومة.
7. التنويع وعدم التشتيت
حذرت الوصايا من المذاكرة المتصلة للمواد المتشعبة، ونصحت باستخدام الملخصات والعلامات التوضيحية التي تسهل المراجعة.
8. التدريب على نماذج الامتحانات
تشجع الوصايا على الاطلاع على الأسئلة السابقة كمصدر لفهم طبيعة الاختبارات، وتعزيز الثقة قبل دخول اللجنة.
9. أهمية الراحة والهوايات
أكدت الوصايا على ضرورة الراحة الذهنية، وتجنب الإرهاق بالمذاكرة المستمرة، وممارسة بعض الهوايات لتجديد النشاط النفسي والجسدي.
10. الأهداف العليا والمثابرة
خُتمت التوجيهات بالتأكيد على أهمية وضع أهداف كبيرة، والسعي نحوها بجد واجتهاد، لأن من جدّ وجد، ومن زرع حصد.
ثانيًا: آية قرآنية مجربة لتقوية التركيز والذاكرة أثناء الامتحانات
في مبادرة روحانية فريدة، نقل الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، العميد السابق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع أسيوط، إحدى الوصايا التي تناقلها علماء الأزهر عبر الأجيال، وهي الاستعانة بآية قرآنية مجرّبة عند دخول لجنة الامتحان.
الآية المباركة من سورة النساء
قال الدكتور مرزوق:
عند استلام ورقة الأسئلة، اقرأ الآية التالية ثلاث مرات:
﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ۚ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا﴾ [النساء: 113]
ثم كرر الجزء: (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَم) ثلاث مرات.
وأكد الدكتور مرزوق أن هذه الآية كانت سرًا من أسرار النجاح الذي لازمه في كل اختبار تحريري خاضه، منذ أن كان طالبًا في السبعينات، وحتى مشواره الأكاديمي الطويل.
ثالثًا: دعاء شامل للنجاح والفهم والطمأنينة
اختتم المنشور الأزهري بمجموعة من الأدعية المستوحاة من سيرة الأنبياء والعلماء، والتي تعكس المعاني العميقة للتوكل على الله، والرجاء في فضله، واستمداد الحكمة من خزائن رحمته.
من أبرز هذه الأدعية:
اللهم يا معلّم موسى علّمني، ويا مفهم سليمان فهّمني…
ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري…
اللهم اجعل ألستنا عامرة بذكرك، وقلوبنا بخشيتك…
اللهم يا من علمت الأنبياء والمرسلين، ويا من علّمت العلماء والصالحين، علّمني ما ينفعني، وانفعني بما علّمتني…
هي كلمات تحمل في طيّاتها مفاتيح التوفيق والسكينة، وتبعث على الثقة والاطمئنان في مواجهة هذا التحدي الكبير.
روح العلم والإيمان تتوحد في موسم الامتحانات
وسط ضغوط الامتحانات ومخاوف المستقبل، جاء تدخل الأزهر الشريف ومؤسساته العلمية والدعوية، ممثلًا في مركز الفتوى وكبار علمائه، ليضع بصمة نورانية على طريق الطلبة، تجمع بين حسن الإعداد العلمي، وصلاح النية، والاستعانة بالله وهي منظومة متكاملة لا ترى النجاح مجرد أرقام ودرجات، بل ترى فيه ثمرة إخلاص وسعي وتوكل، يصنع به الإنسان نفسه، ويرتقي بعقله وروحه ومجتمعه.