مقالات

الإعلامية هيام أحمد :تكتب «شظايا رجل»

رجال أصبحوا آباء قبل أن يكونوا رجالًا، كبروا في الجسد، لا في الوعي، أمسكوا زمام المسؤولية بأيدٍ مرتعشة، وعقولٍ لم تنضج بعد،ةأنجبوا أطفالًا، قبل أن ينجبوا الرجولة من قلوبهم، صرخوا في وجه الحياة، فصرخت معهم زوجاتهم، وبكى أطفالهم، كان هشاً لكنه تظاهر بالصلابة يحمل في صدره صمتًا كثيفًا، ووجهه مرسوم عليه قناع القوة لم يكن يومًا رجلًا بمعناه الناضج لكنه أصبح أبًا قبل أن يعرف نفسه آولاً ،قالوا له الرجل لا يبكي فجفت دموعه واختنق

قالوا له تزوج ينصلح حالك فتزوج فازداد التيه أنجب طفلًا، فظنوه أصبح راشدًا لكن الحقيقة كان يسلم الحياة لطفله، وهو يسلم قلبه للهروب كبر وفي داخله طفل مرعب لا يزال يختبئ تحت سرير الذكريات رجل لم يتعلم كيف يربي نفسه فربى أبناءه بشظاياه ضرب صرخ لأنه لم يسمح له بالكلام.غاب لأنه لم يتعلم الحضور كل شيء فيه مؤجل، النضج والاحتواء، والحب، والتفاهم، كأنه يعيش في بروفة حياة، لكنه على المسرح الحقيقي وأطفاله هم الجمهور ، والضحايا

هذا الرجل لا يحتاج جلدًا.
هو يحتاج حضنًا لا يحتاج محكمة هو يحتاج مرآة
كم من أبٍ يعيش الآن ممزقًا بين ما كان يجب أن يكون، وما فرض عليه أن يكون كم من رجلٍ لم يربه أحد فربى أولاده تائهًا، بدون حنان وحب مرتبكًا، ضائعًا الأبوة ليست مجرد لحظة إنجاب.
بل نضج مؤلم واستعداد طويل.
ومعرفة بالنفس قبل الآخر ، هم ليسوا وحوشًا، لكنهم لم يمنحوا فرصة التعلم، كبروا على مفاهيم مشوهة
إن الرجولة قسوة، وأن السلطة حق يولد مع الذكر وأن الحب ضعف والتفاهم تنازل وأن التربية صراخ لا حضن.

ثم تزوج فكر أنه سيتحرر لكنه لم يكن حرًا من نفسه أصبح أبًا قبل أن يشفى من أبيه فأعاد تدوير القسوة ورث الألم وسلمه لأطفاله بأمانة لم يكن شريرًا كان فقط تائهًا في متاهة الرجولة المصطنعة يحاول أن يكون السند وهو لا يستطيع حتى أن يسند نفسه وهكذا تكررت المأساة.
جيلاً بعد جيل، أبا كان طفلًا خائفًا بالأمس فأصبح أبًا يخيف أطفاله اليوم لأنه لم يعرف من يربيه قبل أن يربي اللهم اشف كل رجلٍ يحمل في قلبه شظاياه وهو يبتسم لأطفاله رغم الحرب التي بداخله، عرَف الأب الحقيقي حتى إن كان فتىً أعزباً وذلك يتجلى من خلال امتلاكه للنوازع الأبوية التي تتضمن.

المسؤولية، الكرم، العطف، الرعاية، الرحمة.فإن نزعة الأبوة ليست مشترطة بتجربة الحصول على أطفال، فكم مِن أبٍ متجرد منها، الأبوة مرحلة مهمة في حياة الرجل، عندما يصبح الرجل أباً فلابد ان يمتلك خلطة من الحنان والحب مع القوة والعناية والحضور العميق، عزيزي القارئ الرجولة مش وراثة الرجولة وعي، وإرادة توقف الوجع بدل ما تورّثه .اللهم رمم هشاشتهم وارزقهم بالوعي قبل المسؤولية وبالرحمة قبل السلطة وبالحكمة قبل الصراخ اللهم لا تجعل أطفالهم مرآةً لكسورهم، بل بداية شفاءٍ لهم، وبذور رجولةٍ حقيقية ترحم لا تجرح تربي لا تكرر….آمين يا رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights