
مازال العالم يقف جاحظ العينين أمام تصريحات الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، التي يتجلى فيها طموحه التوسعي، كما تنطق بلغة المصلحة الأمريكية باعتبارها القطب الأوحد في العالم، ومن هنا أفردت “اليوم” تلك المساحة للحديث عن رجل المرحلة الأمريكية…
ترامب…
“شخصية تتسم بالسادية العالية جدا والاندفاعية العالية، كما أنه شخصية عنيفة، والنرجسية لديه عالية جدا”… هكذا وصف الدكتور “جمال فرويز”- استشاري الطب النفسى بالأكاديمية الطبية العسكرية في حديث خاص لجريدة “اليوم”- أهم ملامح شخصية الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، من واقع أقواله وأفعاله…
رغبة منه في التزام الموضوعية العلمية، قال “فرويز” في مطلع حديثه: علينا أن نتفق أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ليس صاحب القرار في الأمر، إنما كل رئيس يأتي عليه دور يجب أن ينفذه، ومن ثم يأتي طبقا للدور المطلوب منه، وحين نحلل “ترامب” فنحن نحلل أفعاله وأقواله، سواء في فترة رئاسته السابقة أو الحالية، لأننا لا نستطيع أن نحلل الشخصية إلا بالجلوس مع الشخص عدة مرات.
وتابع “فرويز” تحليله “لترامب”: ومن واقع أقوال وأفعال “ترامب” يمكن أن نؤكد سهولة لجوئه للعنف اللفظي بما يتماشى مع ممارس قديم للرياضات العنيفة، كذلك قال: إنه يعاني من ضعف المشاعر، وأفعاله وليدة اللحظة، إذ لا يتورع عن فعل أي شيء أثناء وقوفه، أو التلفظ بأي لفظ، وهو شخص لا يمكن التنبؤ بأفعاله.
وأضاف: اتضحت ساديته في حديثه عن أهل غزة، ورغبته في تدمير شعب كامل، بأن يذهبوا للجحيم دون أن يهتز له جفن، أو حديثه عن فتح أبواب الجحيم على غزة، دون اكتراث بعواقب، فهو ينظر لغزة بنظرة متعالية، ومن منطلق قوته يفعل ما يحلو له.
كما تظهر السادية والعنف في شخصيته من أحاديثه، حيث ينصب حديثه على حق الولايات المتحدة وحدها في كندا والمكسيك وجرينلاند، وفي النهاية كل ذلك تصريحات لن تصل مستوى الفعل، وإنما أثار بها رعب الناس ليس أكثر، وهذا دليل آخر على النرجسية الشديدة التي يعيش فيها.
وجزء من شخصيته الاندفاعية هي صراحته الزائدة عن الحد، فهو ليس مثل باقي الرؤساء الأمريكيين الذين يبتسمون في وجهك بينما يكيدون لك، بل هو شخصية اندفاعية انفعالية لحظية، يخرج ما يأتي في رأسه دون تحفظ للبروتوكولات التي يوجبها كونه رئيس أكبر دولة في العالم. كما أن العنصرية الشديدة جزء أصيل من شخصيته السادية، وتظهر في صراحته الزائدة عن الحد.
رؤيته لذاته: قال”فرويز” : أحد أهم صفات شخصية “ترامب” هي النرجسية، لذا رؤيته لذاته دائمًا عالية جدا، ويرى أن كل ما يحمله فكره وأفعاله لا يحتمل النقد، ولا يعترف بالفشل، ولا يتقبل الرفض.
وعليه نجده لم يستطع الاعتراف بالفشل في طرحه لقضية تهجير الفلسطينيين، حينما واجهه الموقف العربي القوي الرافض لذلك بقيادة مصر، فاستبدل ذلك بحديثه عن عدم التعجل في تنفيذ المقترح وإمكانية تأجيله.
كذلك جزء من ملامح النرجسية المتجسدة في شخصيته هي التشككية، ويتضح ذلك في إحساسه المستمر بالظلم والتآمر عليه.
نقاط الضعف: لخص “فرويز” مواطن ضعف “ترامب” في نقطة واحدة، حيث قال: نقطة ضعفة أن يجد من يقف أمامه، فذلك هو الشيء الوحيد الذي يردعه، حيث أن تلك الشخصية إذا ما أبدي لها الاحترام تتمادى، وإذا شعرت بخوف من أمامها تبالغ في مطالبها، أما أن يقف خصمه أمامه بقوة يخاف ويراجع نفسه مرة واثنين وثلاثة، وبمعنى آخر إذا رُضِخَ له الزهيد سيطلب الغالي
ويمكن أن نوصف أفعاله بالبلطجة، والبلطجي إذا ما أظهر له خصمه قوته وإمكانياته ورفض إملاءاته يرتدع مباشرة، كما أن في تحركاته الخارجية، الولايات المتحدة دولة مؤسسات، وهي من تتخذ القرار، وبإمكانها كبح جماح تصرفاته الهوجاء.
4 تعليقات