عرب-وعالم

حسام أبو صفية.. طبيب واجه دبابات الاحتلال بمعطفه الأبيض

“إحنا بنموت يا أنس وصل رسالتنا للعالم يا أنس.. فيش حد مدور علينا”.. في مواجهة الموت، وقف حاملاً رسالته الإنسانية بكل شجاعة، رافضًا التراجع أمام آلة الحرب الإسرائيلية، إنه الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، ورمز من رموز الصمود الفلسطيني.

في مشهد يصعب نسيانه، ظهر أبو صفية يسير بين الأنقاض وسط دبابات الاحتلال، حيث اعتُقل الطبيب من داخل مستشفاه، الذي كان آخر ملاذ صحي في المنطقة قبل أن يدمره الاحتلال ويحرقه، لكنه ظل متمسكًا برسالته بالرغم من المآسي.

الحياة في مواجهة الموت

ولد الدكتور حسام أبو صفية في مخيم جباليا لعائلة فلسطينية مهجرة من بلدة “حمامة”، كبر وسط ظروف اللجوء والفقد، فاختار أن يكرس حياته للطب، أملًا في أن يخفف من معاناة أبناء شعبه.

حصل على شهادته في الطب من روسيا، ليعود إلى غزة، حيث قدم حياته خدمةً للإنسانية، رافضًا عروضًا كثيرة للعيش في الخارج، رغم أنه يحمل الجنسية الروسية.

 تدمير المستشفى

تعرض مستشفى كمال عدوان لسلسلة من الغارات والاعتداءات الإسرائيلية منذ بدء التصعيد في شمال غزة، حتى تحول إلى أنقاض.

اقتحمت قوات الاحتلال المستشفى، وأضرمت النار في مرافقه، واعتقلت أكثر من 350 شخصًا من الطواقم الطبية والمرضى، وشهد المستشفى نقصًا حادًا في الدواء والماء والكهرباء، ما جعل الوضع مأساويًا للمرضى والجرحى.

استهداف الطواقم الطبية

أوضح مدير صحة غزة الدكتور منير البرش، أن الاحتلال اعتقل الكوادر الطبية بمن فيهم الدكتور حسام أبو صفية، الذي تعرض للضرب المبرح وأُجبر على ارتداء زي المعتقلين، ولم يكتفِ الاحتلال بذلك، بل استخدم أبو صفية كدرع بشري في انتهاك صارخ للقوانين الدولية.

صمود رغم الألم

أبو صفية، الذي فقد ابنه في غارة سابقة نوفمبر الماضي، واجه الاحتلال بثبات وشجاعة، وظل يقدم خدماته للجرحى رغم كل الظروف.

في الصورة التي التقطها المصور مهند المقيد، يظهر أبو صفية بثوبه الأبيض، يمشي بين ركام المستشفى وركام أحلام القطاع المحاصر، في مواجهة مباشرة مع دبابات الاحتلال.

 

View this post on Instagram

 

A post shared by Eye On Palestine (@eye.on.palestine)

رسالة إنسانية

لم يكن الدكتور حسام مجرد طبيب يعالج المرضى، بل كان صوتًا ينقل معاناة أهالي غزة للعالم، حيث ظهر في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، واصفًا الانتهاكات الوحشية التي يتعرض لها القطاع الصحي في غزة، وداعيًا العالم للتحرك لإنقاذ المرضى والكادر الطبي.


تصاعدت الدعوات للإفراج عن أبو صفية وضمان سلامته، حيث طالبت منظمات إنسانية، مثل MedGlobal، المجتمع الدولي بالضغط للإفراج عنه وحماية العاملين الصحيين في غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights