مع قدوم شهر رمضان المبارك، تتجدد الفرصة أمام المسلمين لمجاهدة النفس ومقاومة الأهواء، في رحلة روحية نحو التقرب إلى الله عز وجل.
في هذا التقرير ، يوضح فضيلة الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أهمية مجاهدة النفس في رمضان، وكيفية الاستفادة من هذا الشهر الكريم في تهذيب السلوك وتطهير القلب من خلال حديثه اليوم عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية حيث ننقل لكم تفاصيل هذا الحديث من خلال جريدة وموقع اليوم كالآتي.
الصيام مدرسة لترويض النفس
يؤكد الشيخ عويضة عثمان أن رمضان ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو مدرسة إيمانية تهدف إلى تهذيب النفس وكبح الشهوات. فالصيام يعوِّد الإنسان على ضبط رغباته، ويغرس فيه قوة الإرادة التي تعينه على مواجهة المعاصي والابتعاد عن المحرمات.
ويضيف: “الصيام الحقيقي هو أن تصوم جوارحك عن كل ما يغضب الله، فتبتعد عن الكذب، والغيبة، والنميمة، وسوء الأخلاق، لأن الهدف من الصيام هو تحقيق التقوى كما جاء في قول الله تعالى: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)“.
خطوات عملية لمجاهدة النفس في رمضان
1. تصحيح النية والإخلاص لله
ينصح الشيخ عويضة عثمان بضرورة استحضار النية الصادقة في كل عبادة، قائلًا: “على المسلم أن يستقبل رمضان بقلب نقي، ويجدد نيته في كل يوم، سائلًا الله الإخلاص والقبول”.
2. التحكم في الشهوات وضبط الغضب
يوضح الشيخ أن الإنسان قد يواجه تحديات يومية خلال الصيام، مثل الشعور بالجوع أو الغضب، وهنا تأتي فرصة مجاهدة النفس، حيث قال النبي ﷺ: “فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم”.
3. الإكثار من الطاعات وذكر الله
يحث الشيخ عويضة على اغتنام أوقات رمضان في الذكر، وقراءة القرآن، والقيام، مؤكدًا أن “الصلاة والذكر يجعلان القلب في حالة طمأنينة، ويقويان الإرادة في مواجهة الأهواء”.
4. تجنب وسائل اللهو المُفرطة
يشدد فضيلته على ضرورة الابتعاد عن الملهيات، خاصة الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمسلسلات التي تسرق أوقات الصائمين دون فائدة، قائلًا: “رمضان فرصة ذهبية لا تتكرر، فلا تضيعها فيما لا ينفع”.
5. الإحسان إلى الآخرين والتواضع
يذكر الشيخ أن مجاهدة النفس لا تقتصر على العبادات، بل تمتد إلى الأخلاق والمعاملات، مشيرًا إلى أن “رمضان هو شهر الجود، والكرم، والتسامح، فمن جاهد نفسه على الإحسان، ارتقى في درجات الإيمان”.
الختام.. رمضان فرصة لا تعوَّض
يختتم الشيخ عويضة عثمان حديثه بدعوة المسلمين إلى الاستفادة القصوى من رمضان، قائلًا: “كل لحظة في هذا الشهر كنزٌ عظيم، فلنجاهد أنفسنا، ونسعى لأن نخرج منه بقلوب أنقى، وإيمان أقوى، وأعمال صالحة تُرفع لنا عند الله”.
بهذه النصائح، يُمكن لكل مسلم أن يجعل من رمضان نقطة تحول حقيقية في حياته، ليصبح أكثر تقوى وقربًا من الله، فهل أنت مستعد لخوض هذه الرحلة الروحية؟
